بقلم: سري القدوة
تلك الحالة الصعبة والظروف التي يعيشها الشعب اللبناني برغم كل الجراح وطبيعة التطورات السياسية كافة وفي ظل استمرار الجهود الدبلوماسية العربية لإنجاح التحركات السياسية المبذولة لإحداث اختراق في حالة الجمود الراهنة وانطلاق حوار جاد ذات سقف زمني محدد مع جميع الاطراف اللبنانية من اجل حماية لبنان والنهوض بأوضاع الشعب اللبناني وتوفير المناخ المناسب لانطلاق مسيرة التنمية والاستقرار وممارسة الانتخابات البرلمانية بكل شفافية مطلقة واختيار مجلس النواب اللبناني ووضع حد لكل ما يدور من مشاكل قائمة في ظل استمرار هذا التشابك الغريب على بلد الحرية والديمقراطية والحوار .
لا يمكن استيعاب تلك المشاهد والصور التي تم تناقلها عبر وسائل الاعلام الاجتماعي لتلك الاشتباكات المؤسفة وما جرى في لبنان من اختلاف تعزز على الارض بالقوة العسكرية بين مختلف الاحزاب المتصارعة على السلطة، لقد كان المشهد مؤلما وغير مقبولا مما ادى الي سقوط ضحايا ابرياء سقطوا برصاص الفتنة والغدر وفي ظل ما يجرى بات من غير المقبول اطلاقا ان يعود استخدام السلاح وممارسة الارهاب الفكري بالقوة المسلحة فهذا الامر يستنكره الشعب اللبناني وينادي الجميع الى ضرورة تحكيم العقل وإيجاد لغة الحوار والاتفاق على طي تلك الصفحة السوداء في التاريخ اللبناني .
الشارع ليس مكان الاعتراض كما أن نصب المتاريس أو المواقف التصعيدية لا تحمل هي الأخرى الحل وإن ما حصل في شوارع بيروت لا بد وان يكون موضع متابعة أمنية وقضائية من قبل الجهات السيادية اللبنانية لفرض النظام وأهمية التوصل الي برنامج سياسي يؤدي الى اخراج لبنان من تلك الازمة التي باتت تعصف بالمنطقة بشكل عام وهذه الجريمة هي محاولة لإحداث فتنة لإغراق لبنان في الفوضى والاضطراب ينبغي وأدها بمعالجة حكيمة وضبط النفس وعدم الانجرار خلف الدعوات المشبوهة لتهديد السلم الأهلي .
من المؤسف ان نشاهد تلك الاحداث الخطيرة وأن تعود بيروت من جديد الي مشاهد إطلاق النار والقنص التي تعودنا بالذاكرة بحقبات مضت وتم طيها إلى غير رجعة، فلا بد من احترام القانون وأحقية التظاهر السلمي في إطار حرية التعبير عن الرأي ولا يمكن استمرار المظاهر المسلحة وإطلاق الرصاص فهذا الامر مرفوض جملة وتفصيلا ويستنكره المجتمع الدولي، وفي الوقت نفسه لا بد من تجسيد صور الوحدة وفرض السيادة الوطنية والأمنية والابتعاد عن تلك المظاهر الخطيرة وضبط الوضع واستتباب الأمن وأهمية أن يبقى الحوار وحده الطريق لمعالجة كل القضايا المطروحة مهما كانت تعقيداتها لكي لا يقع لبنان في المحظور .
يجب على الشعب اللبناني تفويت الفرصة لمن يحاول اثارة الفتنة وإشعال نيران الحرب الاهلية الفتاكة ولا يمكن لمن كان وغير مسموح لأحد مواجهة العدالة بلغة الانقلاب واستخدام السلاح والترهيب والعنف والقوة لفرض واقع غير مقبول تحت تهديد الامن الاجتماعي في ظل حالة البؤس التي تشهدها لبنان، وما حصل في بيروت من مشاهد إطلاق نار وقذائف وانتشار للمسلحين يعود بالذاكرة إلى صور الحرب الأهلية البغيضة وهو أمر مرفوض بكل المقاييس ومستنكر ومدان بأشد التعابير والكلمات وما يحصل يعبر عن بشاعة المشهد ولا بد من ان يكون حافزا ويشكل صحوة ضمير لجميع اللبنانيين لعدم السماح لمن كان الدخول في مربع الحرم الاهلية والسلم الأهلي والمجتمعي ويجب وبكل المقاييس احترام الدستور وتطبيق القوانين والحفاظ على الدولة ومؤسساتها التي هي حاضنة لجميع اللبنانيين .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
/////////////////////////
الأرض الفلسطينية وسياسات التهويد الإسرائيلية
بقلم: سري القدوة
الشعب الفلسطيني يواجهه سياسات الاحتلال الاسرائيلي الظالمة ويقف في مواجهة أطول احتلال في التاريخ ويواجه هذه السياسة العنصرية الإسرائيلية متصديا للاستيطان الاستعماري وسياسة الأبارتايد والتهويد والتهجير القسري، وان مسؤولية مواجهة هذا الاحتلال هي مسؤولية كل فلسطيني بالدرجة الأولى ومسؤولية عربية ودولية حيث بات على الكل الوطني أن يدرك حجم ومخاطر هذا الاحتلال وأن يتحمل الجميع المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والأخلاقية من اجل إيجاد حل عادل ودائم لقضية فلسطين وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وفي ظل ما يشهده الواقع من سرقة للأراضي الفلسطينية ومصادرتها يجب على المجتمع الدولي أن لا يصمت أمام هذه الاعتداءات كون أن مستقبل الشعب الفلسطيني وآفاق عملية السلام تعتمد على التحرك الدولي السريع والعاجل لوقف الانتهاكات وإنهاء الاحتلال، وأن استمرار الصمت الدولي على جرائم الاحتلال يشجعها على المزيد من الإجراءات الإجرامية وتنفيذ مخططاتها الاستيطانية .
القدس هي مفتاح السلام في المنطقة ويجب الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، وأن من شان غياب المحاسبة وعدم تطبيق القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة واستمرار صمت ادارة الرئيس جو بايدن الامريكية بات من شانه ان يساهم بشكل مباشر في تمادي حكومة الاحتلال الاسرائيلي واستمرارها بهذه الممارسات وسرقة الاراضي الفلسطينية ومصادرتها وخاصة في ظل عدم تحريك هذا الملف من قبل المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن الذي بات مطالب بأهمية التحرك واستنكار السياسات غير القانونية التي تقوم بها حكومة الاحتلال وتحميلها المسؤولية على جرائمها التي ترتكبها في الأرض الفلسطينية المحتلة وإجبارها على وقف جميع أفعالها التحريضية والعودة عن ممارساتها غير القانونية وأن هذه الجريمة تستدعي تدخلا دوليا لوقف سرقة الاراضي وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني .
وأصعب ما يمكن ان تشاهده هو اجبار سلطات الاحتلال لمواطن فلسطيني هدم منزله بحجة انه مقام بدون ترخيص وفي المقابل ترى ألاف الوحدات الاستيطانية يتم تشيدها لهؤلاء المستوطنين الجدد الذين يستولون على الارض الفلسطينية في اكبر عمليات السرقة والاختلاس والتزوير التي عرفها التاريخ المعاصر ولا يمكن استمرار السكوت علي حكومة الاحتلال السلطة القائمة بالقوة والبطش وممارسة التنكيل والإرهاب ولا تتمتع بأي حقوق لاتخاذ إجراءات من هذا القبيل وممارساتها فعال الهدف منها هو ترسيخ الاحتلال الاستعماري تمهيدا لبناء وربط المستوطنات المقامة على اراضي الضفة الغربية واعتبارها امرا واقعا وقائما .
سلطات الاحتلال تعمل بشكل أساسي على استمرار سياسة التوسع الاستيطاني وسرقة واغتصاب الاراضي الفلسطينية وفي ظل استمرار سياسة هدم المنازل الفلسطينية تواصل حكومة الاحتلال سعيها الدائم وإتباع سياسة بناء الوحدات السكنية في المستوطنات الغير شرعية، ويأتي ذلك بالرغم من الدعوات الدولية لحكومة الاحتلال لوقف انتهاكاتها الصارخة إلا أنها صعدت من سياساتها المتمثلة في الاستيطان وهدم المنازل الفلسطينية ومصادرة الأراضي وهي تمارس أفعال ممنهجة وانتهاكات واضحة لقرارات الأمم المتحدة بما فيها قرار مجلس الأمن رقم 2334 واتفاقية جنيف الرابعة كما أنها ممارساتها بلا شك ترقى لجرائم الحرب.
الغطرسة والهيمنة الإسرائيلية وممارسات الاحتلال وتدخله المباشر والسافر في شؤون حياة الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة وخاصة في القدس يعكس مدى الهيمنة الإسرائيلية التي يجب على الجميع رفضها ورفض المشاريع التصفوية للقدس والعمل بشكل جماعي لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لرفع القيود عن القدس وإزالة العراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com
////////////////////////
بيانات الإدانة الدولية غير كافية لمواجهة تهويد الأقصى
بقلم: سري القدوة
حكومة الاحتلال تسابق الزمن وتواصل الليل بالنهار لقضم الأرض وتحارب المقدسي بقوت يومه وقد شرعت قوات الاحتلال بتنفيذ مخططات لبناء 9 آلاف وحدة استيطانية في مطار القدس التاريخي وبمقربة منه يتم عمل حفريات تقوم تحت الأرض لتوفير شبكة من الأنفاق والاستيلاء على آلاف الدونمات إضافة للتطهير العرقي وهدم المنازل .
وتعمل حكومة الاحتلال للسيطرة على القدس من خلال فصلها عن محيطها وعزلها عن الأحياء الفلسطينية وتسعى حكومة الاحتلال الي فرض واقع جديد من خلال اقامة المستوطنات في عمق الأحياء الفلسطينية وتواصل ربط المستوطنات المقامة في محيطها يبعضها البعض بهدف عزل المدينة المقدسة وتواصل سلطات الاحتلال إلى جانب ذلك ممارسة الضغط على المواطنين من خلال فرض غرامات باهظة على التجار وعدم منح التراخيص للبناء وهدم المنازل وإجبار المواطنين على هدم منازلهم بأيديهم.
بيانات التحذير والاستنكار والإدانة اصبحت غير كافية امام مخطط الاحتلال للاستيلاء على القدس وتهويدها كون الاراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة مدينة القدس تشهد الخطر الكبير والحقيقي الذي بات يهدد المسجد الأقصى المبارك من خلال السماح للمستوطنين بأداء الطقوس التلمودية في قلب المسجد المبارك والعمل على تهويده واستمرار سلطات الاحتلال في تنفيذ خططها التي سوف تؤدي الي تغيير الوضع التاريخي في المسجد الأقصى .
المسجد «الأقصى» هو مسجد إسلامي خالص ولا يحق لليهود الصلاة فيه أو السيطرة عليه أو التدخل في شؤونه ولا بد من الدول العربية والمجتمع الدولي العمل على تعزيز صمود المقدسيين وأهمية توفير الدعم المالي لمواطني القدس وقيام الحكومة الفلسطينية بدعم الصمود المقدسي والمؤسسات الوطنية الفلسطينية العاملة داخل القدس وتنسيق ذلك مع مؤسسات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل توفير حاضنة لدعم المنظومة المالية للإسكان المدينة المقدسة .
المجتمع الدولي مطالب مجلس الأمن الدولي بضرورة تحمل مسؤولياته إزاء ما يجري من انتهاكات على الأرض الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي مع اهمية العمل على تنفيذ قرارات مجلس الأمن الداعمة لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية لإقامة دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمة لها ولا بد من مجلس الأمن الدولي بالقيام بخطوات عملية لمنع الاستيطان والاعتداء على المقدسات وحصار قطاع غزة وأهمية الانتقال لخطوات عملية تجاه عقد مؤتمر دولي للسلام .
لغة الاستنكار وبيانات الادانة بات المطلوب الان التدخل من الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية والعمل على تطبيق واحترام معايير المجلس والبنود المتعلقة بالقضية الفلسطينية وأنه يجب التعاطي بشكل ديمقراطي مع الشأن الفلسطيني وتنفيذ القرارات دون مماطلة أو عرقلة وأهمية توجيه الدعوة لاجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة تحت بند متحدون من أجل السلام والمطالبة بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الأمر الذي يتطلب التحرك من دول وازنة لتتشكل رؤية واضحة ووضع استراتجية دولية وعربية شاملة في ضوء ما يجرى من مخاطر كبيرة تمارسها حكومة التطرف الاسرائيلي وخاصة على صعيد مواصلة الاستيطان وانعكاس ذلك على الدولة الفلسطينية .
ولا يمكن للمجتمع الدولي ان يبقي متفرجا حيال ما تقوم به سلطات الاحتلال وخاصة في ظل انتهاكها للقانون الدولي وباتت بيانات الادانة والاستنكار لا تؤدي الي اي نتائج فحان الوقت لتدفع حكومة الاحتلال ثمن ما ترتكبه وأن يتم اتخاذ مواقف دولية متقدمة لمحاسبتها على جرائمها التي ترتكبها في الاراضي الفلسطينية المحتلة .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com