أكد أحمد عطاف – وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج – أمس، رفقة نظيره الدانماركي لارس لوك راسموسن – المتحدث باسم دول شمال أوروبا – أن الدورة 20 للاجتماع الوزاري لدول افريقيا – شمال أوروبا الذي احتضنته الجزائر منذ يوم الثلاثاء كانت ناجحة ومكنت من إضافة لبنة جديدة في مسيرة تعزيز العلاقات بين الطرفين.
وقال السيدان خلال الندوة الصحفية التي نشطاها مناصفة عقب اختتام أشغال الدورة “إن هذه الأخيرة حققت النجاح المطلوب وأضافت لبنة جديدة في مسيرة تعزيز العلاقات بين الدول الإفريقية ودول شمال أوروبا”. وقد استأنفت أشغال الدورة في جلسة مغلقة بحضور وزراء الشؤون الخارجية لدول إفريقيا وشمال أوروبا قصد بعث تعاون وثيق بين المجموعتين، وتتمحور هذه الجلسة الصباحية، التي يديرها وزيرا خارجية زيمبابوي والنرويج، حول تطوير التعاون بين دول إفريقيا وشمال أوروبا من أجل تعزيز التعاون المتعدد الأطراف امتدادا لمبادرة إفريقيا-شمال أوروبا التي تم إطلاقها سنة 2019 في هذا المجال.
وأبرز أحمد عطاف أن الأشغال جرت في أجواء “توافقية وجد ودية”، وبمشاركة متميزة سواء من الجانب الإفريقي أو من جانب دول شمال أوروبا، لافتا إلى أن أهم رسالة بعث بها الاجتماع التشاوري “تكمن في ترقية الحوار والشراكة في ظل الظروف الاستثنائية المشهودة سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي”.
وأوضح المتحدث أنه من الأهمية بما كان أن تصدر هذه الرسالة من “تجمع يضم دولا معروفة بالتزامها بالمبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأمم المتحدة، ودولا تربطها علاقات تضامن تاريخية تمتد جذورها إلى أيام مقارعة الاستعمار ومناهضة التمييز العنصري في قارتنا الافريقية”. ولفت الوزير إلى أن المشاورات الثرية والنقاشات المثمرة على مدى يومين، سمحت بتأكيد التوجه المشترك لإفريقيا ودول الشمال نحو “تكثيف التعاون والتنسيق بغية المساهمة في معالجة مختلف التحديات السياسية والأمنية المطروحة دوليا وإقليميا، ونحو العمل على كسب رهانات التنمية في القارة الإفريقية، ونحو المزيد من الجهود لتنشيط وتعزيز دور العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف تحت مظلة الأمم المتحدة”.
ومن هذا المنظور – يقول عطاف – فقد انصبت النقاشات بشكل خاص حول “تأزم العلاقات الدولية في المرحلة الراهنة، وإفرازات هذا الوضع على قارتنا الإفريقية التي تشهد هي الأخرى تدهورا متسارعا في الأوضاع الأمنية من جراء تعدد وتراكم وتفاقم بؤر التوترات والأزمات والصراعات، لا سيما في منطقة الساحل الصحراوي”.
وبهذا الخصوص، أحاط وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، المشاركين في الأشغال بالجهود التي تبذلها الجزائر والمبادرات التي تقدم بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لـ”تهدئة الأوضاع وتشجيع التوجه نحو بلورة وتفعيل حلول سلمية للأزمات في النيجر ومالي، وكذا تعزيز العلاقة الترابطية بين التنمية والأمن، عبر تعبئة الجهود لتنظيم مؤتمر دولي حول التنمية في الساحل”. وأشار إلى أن تلك المبادرات والمساعي “لاقت كل الترحيب وكل الدعم من قبل جميع الأشقاء والأصدقاء المشاركين في أشغال هذه الدورة”.
عماد. ه