يواصل عمال المؤسسة العمومية الاقتصادية المختصة في إنتاج الحبوب المعروفة “بمزرعة سي زيدان” بسيدي بلعباس، إضرابهم منذ حوالي شهر احتجاجا على عدم صب رواتبهم الشهرية لمدة تزيد عن السنتين، موجهين صرخة لوزير الفلاحة من أجل تسوية أجورهم العالقة وإيفاد لجنة تحقيق للوقوف على الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها.
حمل العمال المحتجون الضائقة المالية الخانقة التي تعانيها مؤسستهم الاقتصادية إلى المدراء الذين تعاقبوا على تسييرها في السنوات الخمس الماضية، حيث رفع التسيير العشوائي من قيمة الديون المترتبة عليها لتتجاوز سقف الـ 12 مليار سنتيم، كما تسبب أيضا في مشاكل كثيرة حالت دون مقدرتهم على تطوير الإنتاج لقدم المعدات التي تستخدم في زراعة مختلف الحبوب، ناهيك عن عدم اعتماد المؤسسة على أي وسيلة للسقي المدعم ما قلص من كمية منتوج الحبوب بالرغم من شساعة المساحة المزروعة التي تتربع على 800 هكتار .
وأوضح العمال من جهة أخرى بان المشاكل تفاقمت في السنتين الأخيرتين خاصة بعد توقف المؤسسة نهائيا على صب أجورهم الشهرية، وما زاد الطين بلة حسب العمال المحتجون التوقيع على عقد شراكة بين الإدارة واحد الخواص بنسبة 50%، حيث يرفض الشريك الجديد دفع أجور العمال المتأخرة بالرغم من الوضعية الاجتماعية، وناشد العمال المضربون عن العمل وزير الفلاحة من اجل التدخل لإنقاذ مؤسستهم من الإفلاس وتسديد وتسوية أجور العمال الذين يرفضون اليوم استئناف نشاطهم إلى حين تسوية وضعيتهم العالقة منذ سنتين، حيث قالوا بأن تبنيهم لخيار غلق أبواب إدارة المؤسسة العمومية الاقتصادية جاء بعد فشل جميع مساعيهم ومراسلاتهم لمختلف الجهات من اجل حل والتكفل بمشاكلهم المالية في غياب الدعم المالي اللازم لمساعدة المؤسسة على بعث نشاطها .
وبالمقابل صرح مدير المؤسسة العمومية الاقتصادية المعروفة بمزرعة “سي زيدان” التابعة للديوان الوطني لتغذية الأنعام، بان سبب المشاكل المالية التي تعاني منها الشركة يعود إلى العوامل المناخية الصعبة التي تجتاح الولاية في السنوات الأخيرة، حيث تسببت حالة الجفاف في تقلص المساحة المزروعة وتراجع المنتوج خاصة وان الشركة مختصة في زراعة وإنتاج الحبوب، وأردف قائلا ” لقد طرقنا جميع الأبواب ولم نحصل على أي دعم لمساعدة المؤسسة على تجاوز الضائقة المالية التي تتخبط فيها منذ سنوات، وأضاف المدير بان العمال رفضوا التنازل ووقف حركتهم الاحتجاجية بعد فشل اللجنة من المديرية الجهوية للديوان الوطني لتغذية الأنعام بولاية مستغانم في إقناع العمال بإعادة فتح المؤسسة لعدم تكفلها الفعلي بمشكلة الأجور المتأخرة.
ص.عبدو