“أمكسا”.. مشروع عائلي ناجح لصناعة الأجبان ومشتقاتها بتيزي وزو
وطني

“أمكسا”.. مشروع عائلي ناجح لصناعة الأجبان ومشتقاتها بتيزي وزو

تألقت عائلة قبائلية تقطن بقلب الريف بتالة منصور بولاية تيزي وزو، بنجاح مشروعها في صناعة الأجبان والكاممبير باستخدام حليب الماعز، حيث قاموا بتأسيس مشروعهم الفريد من نوعه “امكسا” الذي يعكس جهود العائلة في بناء مستقبل مستدام، ويبرز التحديات التي واجهوها وكيف تغلبوا عليها بذكاء وإصرار.

يتميز المشروع العائلي الفريد “امكسا” بالاهتمام بالجودة والتفاني في توفير منتجات صحية ولذيذة، إذ تتخذ أمكسا من حليب الماعز مكوناً رئيسياً لإنتاج مجموعة متنوعة من الأجبان والكاممبير عالية الجودة، مما يميزه عن غيره من المشاريع الصغيرة في السوق، ومع أن المشروع لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن العائلة تتطلع إلى توسيع نطاق عملها لخلق فرص أكثر للعمل وتحسين الاقتصاد المحلي، كما تسعى العائلة إلى أن يكون مثالاً يلهم الآخرين للتحدي والتفوق على الظروف الصعبة، مع الاهتمام بتوجيه الأضواء نحو جماليات الريف وثقافته المميزة، ومع الرغبة القوية في القضاء على البطالة، تسعى العائلة لتوسيع نطاق تسويق منتجاتها، وتقديم مذاق الأجبان الفاخرة والكاممبير المميز إلى أفق أوسع، ويظهر المشروع كنموذج للتحدي والتفاؤل، حيث تنبثق منه قصة نجاح محلية تتحدى الظروف الاقتصادية وتجسد الروح الريادية في قلب العائلة ومشروعها الواعد.

يقول صاحب المجبنة عماري عمار، في تصريح لـ”السلام اليوم” دائما ما نقوم بإنتاج الجبن بكميات محدودة، حيث تسير الأمور بشكل جيد ومريح، وقد بدأت رحلتنا في صنع وإنتاج الأجبان والكامبير عام 1986 في منطقة حسناون، وكان حبنا للحليب ومشتقاته هو الدافع لذلك، فدائماً كنت أحلم بأن أكون صاحب مجبنة، وبعد ذلك، تعلمت زوجتي وابنتي المهنة، وأصبحنا فريقًا يعمل بشكل جيد معًا”؛ وأضافت إبنته مونية :”تعلمت هذه المهنة من أهلي، ونعمل بطريقة تقليدية في صناعة كاممبير الماعز، وقد واجهنا تحديات في تسويق منتج حليب الماعز، لذا قررنا التحول وصنع جبن أومبير باستخدام تركيز عالي من هذا النوع من الحليب، وحققنا منتجًا جيدًا للغاية، ومن هنا جاءت فكرة توسيع نطاق عملنا.”

 

تستقبل المجبنة يوميا كمية من الحليب تصل إلى 350 لترا

هذا وتتمثل جوانب التوسع في مجبنة “أمكسا” في استقبال كميات متزايدة من الحليب، حيث يصل الإنتاج اليومي إلى 300 وحتى 350 لترًا يتم فحصه بعناية لضمان جودته، وينطلق العمل بعد ذلك في تحويل هذا الحليب إلى منتج جاهز للتسويق، حيث يمر بعدة مراحل مهمة، وتبدأ العملية بالبسترة، حيث يتم تجهيز الحليب ليصبح جاهزًا لعمليات التخثير والقولبة، ويتبع ذلك مرحلة الإنضاج التي تلعب دورًا حاسمًا في تطوير نكهة المنتج، وفي نهاية المطاف، تأتي المرحلة الأخيرة من التغليف والتعبئة، حيث يتم تجهيز المنتج بعناية ليكون جاهزًا للتسويق، وتعكس هذه العمليات المتسلسلة التفاني في الحفاظ على جودة المنتج والاستعداد لتلبية الطلب المتزايد، وبفضل هذه العمليات الدقيقة، تتطلع مجبنة أمكسا إلى تحقيق نجاحات جديدة وتوسيع تأثيرها في عالم صناعة الأجبان والكاممبير.

 

المجبنة تُسوق منتوجها إلى مختلف ولايات الوطن

من جانبها، تقول الزوجة عماري وهيبة :”نحن صانعون صغار في عالم الأجبان، ونسعى جاهدين لبناء واجهتنا وإنشاء اسم يتردد في هذا الميدان، ونود تحقيق النجاح والتميز، وهذا يتطلب ليس فقط العمل الجاد ولكن أيضاً تحديد هويتنا والمحافظة على جودة منتجاتنا، فطريقتنا في صناعة الأجبان تعكس التفاني والعناية الفائقة، إذ يبدأ الأمر بتخثير الحليب يوماً بعد يوم، يليه القولبة والإنضاج في نفس اليوم، ثم يتبعه الإنضاج مرة أخرى في اليوم الموالي، ليتم نقل المنتج إلى غرفة التبريد لمدة 15 يومًا لتحقيق نضجه المثالي، ثم تغليفه وإطلاقه للتسويق”.

وتضيف المتحدثة :”نحن نستهدف الولايات المختلفة، من بينها وهران، سعيدة، الجزائر العاصمة، بلعباس، بجاية، وبالطبع ولاية تيزي وزو، ونتطلع إلى توسيع مشروعنا بشكل أكبر لتحقيق المزيد من الأرباح وتوفير منتجاتنا للمزيد من الزبائن والمدن.”

 

مساع لتوسيع المجبنة وتوفير مناصب شغل إضافية

ويعتبر مشروع “أمكسا” رمزا للتحدي والإصرار في عالم الأجبان، وذلك من خلال العناية بتفاصيل صناعة الأجبان والاستمرار في تحسينها، إذ تشكل “أمكسا” قصة نجاح صغيرة تعكس روح المبادرة والرغبة في التميز، ومن خلال تقنياتهم التقليدية والاستفادة من موارد الريف، يسعى الفريق إلى تقديم منتجات تتميز بجودتها وتنوعها، وفي رحلتهم لتوسيع نطاق عملهم، يستهدفون الوصول إلى مختلف الولايات، مما يعزز مكانتهم في سوق الأجبان باستمرارهم في تقديم تجربة فريدة للمستهلكين وتوفير منتجات تحمل بصمة الجودة والابتكار، فيبرز المشروع كنموذج يلهم الآخرين في سعيهم نحو التميز والتوسع في عالم المشاريع العائلية.

طبيب خالدة