الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية ما له وما عليه
المحلي ملحق

الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية ما له وما عليه

مازال الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية يثير الكثير من الجدل الثقافي في وطننا وخارج الوطن، نظرا للثنائيات التي تكتنفه، فهو أدب مكتوب بلغة المستعمر الفرنسي، وهذا يثير طبيعة الارتباط اللساني، هل هو ارتباط روحي يفقد الكاتب فيه شخصيته الأصيلة وانتماءه الحضاري والثقافي؟ أم أنه مجرد ارتباط لغوي فرضته طبيعة المرحلة التاريخية التي حرمت الشعب الجزائري من تعلم لغته؟

ولكونه أدب مكتوب باللغة الفرنسية، فهو همزة الوصل بين الشعب الجزائري وشعوب العالم، لكونه يحمل رسالة الجزائر المستعمرة إلى العالم أجمع، وهذا يثير طبيعة العالم الذي يتحدث اللغة الفرنسية، فهل هذا العالم يؤمن بحق الشعوب في الحرية والعيش الكريم؟ وهل رسالة الشعب الجزائري بالأمس هي نفسها رسالتها اليوم؟ وهل لغة الأمس مازالت صالحة لتبليغ العالم رسالة الجزائر اليوم؟؟

هل العالمية التي يبحث عنها الأدباء والمثقفون تكمن في اللغة الفرنسية؟

ألا تعتبر الكتابة الأدبية باللغة الفرنسية تكريس للتبعية الثقافية للمستعمر؟ ما الذي يميز الاستقلالية فيها بين الأمس واليوم؟ هل يكفي فيها رفض الاستعمار لتحقيق الانتماء القومي لهذا الأدب؟

كل هذه الاسئلة الإشكالية سوف نتناولها في ملف هذا العدد، الذي خصصناه لموضوع الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، فمجرد تبني هذا الموقف أو ذاك منه لا يمنح صاحبه صفة السداد والصواب إلا إذا كان مبنيا على أسس فكرية متينة، فالمزاعم والادعاءات الخاوية من البراهين والحجج القويمة لا يمكنها أن تبني نسقا ثقافيا ولا صرحا حضاريا، لأن الحضارة بحاجة دائمة إلى الأفكار الحية التي تحيي بها شعوبها، وتحقق بها نهضتها.