البلاكمين.. فاكهة موسمية تغزو جبال وأسواق تيزي وزو
الحــدث

البلاكمين.. فاكهة موسمية تغزو جبال وأسواق تيزي وزو

تًزيّن فاكهة البلاكمين مناظر جبال تيزي وزو، بمذاقها الحلو وشكل حباتها التي تشبه الطماطم، لكنها بالتأكيد ليست طماطم، ففاكهة الكاكي، أو ما يُعرف عند الكثيرين باسم فاكهة البلاكمين، تحظى بمكانة خاصة في هذه المنطقة الجبلية الخلّابة.

أُقيمت الطبعة التاسعة من تظاهرة فاكهة الكاكي في بلدية مشطراس، في الفترة ما بين 19 و 21 أكتوبر 2023، وتهدف هذه التظاهرة إلى تعزيز هذه الفاكهة اللذيذة وجعلها جزءًا من الحياة الاقتصادية في المنطقة، كما تعكس إلتزام المجتمع بالمحافظة على تراثه الزراعي والثقافي، وفي الوقت نفسه، تفتح أبوابًا جديدة لفرص النمو الاقتصادي، فهي فرصة لا تُفوّت لاكتشاف وتذوق هذه الفاكهة الفريدة والمذاق الرائع، بالإضافة إلى دعم الاقتصاد وزراعة فاكهة البلاكمين في جبال تيزي وزو.

من جهتها، تؤكد دليلة حكيم، في تصريح لـ “السلام اليوم” أن تنظيم مهرجان البلاكمين في طبعته التاسعة يعتبر فرصة للترويج للمنتوج، لأن هناك العديد من الأشخاص لا يعرفون ثمرة البلاكمين هنا في المداشر والقرى، إذ يوجد من لم يتذوقه ولا حتى يعرف شكله، فالهدف من هذا الموضوع التعريف بهذه الفاكهة في منطقة القبائل، ويطلق عليها باللهجة القبائلية اسم الكرموس أو رومي؛ وأضافت محدثتنا أن أصول هذه الفاكهة تعود إلى الصين، أين يوجد 2000 نوع من هذه الفاكهة، وقد تم تصديره إلى أوروبا عن طريق التعاملات، وعن تواجده بالمنطقة نوهت المتحدثة أنه تم إحضاره من قبل خبراء الفلاحة وبالضبط إلى منطقة مشتراس في معهد الفلاحة، أين جذب العديد من الزوار معتقدين أن فاكهة البلاكين تتأقلم في منطقة مشتراس بولاية تيزي وزو، لكن في الأصل أن هذه الفاكهة مثل الزيتون، تمتاز بالقدرة على النمو في أي منطقة، مع توفير الشروط للنمو في بيئة ملائمة، من مياه وتربة وما إلى ذلك.

من جهتها، تقول دليلة، وهي إحدى القرويات: “جد أبي من أحضره إلينا وأصبح الآن ينتقل من جيل إلى جيل، وأبي هو من أعطى الكثير لهذه الفاكهة، حيث طوّرها ونجح في هذا الإنتاج بجودة عالية ونوعية جيدة، ونحن نريد إكمال طريقه في إنتاج هذه الفاكهة، أين قمنا أيضا بتطوير هذا المنتوج وجعله جافا، نحن من قمنا بأول تجربة من خلال إزالة القشرة ثم تجفيفها للمحافظة عليها واكتشاف إلى أي مدى يتم تخزينها” مشيرة إلى “أنه يجب على السلطات المعنية الاهتمام بهذا النوع من الفاكهة وإعطائها أولوية لأننا نستطيع إنتاجها وتطويرها في الأسواق ليكون منتوجا ذو جودة وقيمة عالية، ويمكن  تصديرها إلى الخارج مستقبلا” وما يميز هذا الحدث هو توجهه نحو دعم الاقتصاد وتعزيز دور الفلاحين والمنتجين في تطوير زراعة فاكهة البلاكمين، إذ تعزز هذه الفعالية من فرص التصنيع وتمهد الطريق لزيادة إنتاج هذه الفاكهة اللذيذة على الصعيدين المحلي والوطني.

طبيب خالدة