وأخيرا، ترفع الأمم المتحدة رأسها، بعد أكثر من ستين يوما من الحرب في غزة وبعدما أبدى مجلس الأمن الأممي عجزه عن استخدام ثقله لفرض السلام، في حين كان دوره الأساسي هو إنفاذ قراراته وفرض السلام، انسجاما مع مهمته الدولية الأولى، وهي أولا وقبل كل شيء، حفظ السلام والأمن وما لعبة “الفيتو” إلا خطة أخرى لإطالة أمد الحروب حسب المصلحة.
لقد كانت لعبة “الشد والمد” تجري من وراء الكواليس في هيئة الأمم المتحدة في حين كان آلاف الغزاويين يموتون يوميا، من أطفال ونساء وكان ذلك آخر اهتماماتهم. لكن في نهاية المطاف كانت للأغلبية الكلمة الأخيرة بعد مقاومة أخيرة من الثنائي الأمريكي – الإسرائيلي، وهذا أمر جيد لأنه يرفع قليلا مصداقية الأمم المتحدة بعد تخاذل مجلس الأمن خلال الشهرين الأولين.
على هذا تمت الموافقة على القرار بأغلبية 153 صوتا مؤيدا (وهي أكثر الدول العربية والإسلامية والعديد من العواصم الغربية منها فرنسا)، مقابل 10 أصوات (بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة)، وامتناع 23 دولة عن التصويت من أصل 193 دولة عضو.
ورغم أن واشنطن لا تملك حق النقض في الجمعية العامة، وقرارات هذه الأخيرة ليست ملزمة إلا أنها تحمل ثقلا سياسيا وتعكس وجهات النظر العالمية بشأن الحرب في قطاع غزة، حيث تقول السلطات الصحية في القطاع الفلسطيني الذي تديره حماس “إن عدد القتلى جراء الهجوم الإسرائيلي تجاوز 18 ألفا”.
وقالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، أمام الجمعية العامة قبل التصويت “إن هناك جوانب في القرار تدعمها الولايات المتحدة مثل الحاجة إلى معالجة الوضع الإنساني المتردي في غزة بشكل عاجل وحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن”. وقبل التصويت في الأمم المتحدة، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مناسبة لجمع التبرعات لحملة إعادة انتخابه عام 2024 “إن إسرائيل بدأت تفقد الدعم الدولي بسبب ما تقوم به من قصف عشوائي”.
ويطالب قرار الجمعية العامة أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن وامتثال الجانبين المتحاربين للقانون الدولي وتحديدا في ما يتعلق بحماية المدنيين.
فيصل. أ