“الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أي انتصار استراتيجي”
الحــدث

“الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أي انتصار استراتيجي”

بينما يواصل الكيان الصهيوني، وجيش “تساهال”، المهمة الإجرامية القذرة في غزة، بشكل منهجي، من خلال تجويع السكان وتهجير ما يقرب من 1.2 مليون نسمة من مناطقهم وقتل كل من في طريقه، فإن المقاومة الفلسطينية تواصل صمودها والتصدي بشجاعة، مكبدة جيش الكيان الصهيوني خسائر فادحة يوميا. يقدم لنا رابح الزاوي، الأكاديمي والمحلل والسياسي المعروف، في هذه المقابلة الموجزة مفاتيح أساسية لفهم الوضع المتشابك ليجعله بانوراميا وواضحا.

واستهل الأستاذ حديثه بالقول: “صحيح أن التفجيرات والقتل ومحاولات تجويع شعب بأكمله هي صور يصعب تحملها وقلوب الجزائريين تنزف عند رؤيتها، لكن يجب أن نكون واضحين وننظر برؤية استراتيجية باردة إلى الأحداث التي تمر أمامنا. فما الذي فعله الجيش الإسرائيلي خلال أكثر من شهرين باستثناء القتل، ثم القتل، ثم القتل أولا وأخيرا؟ لا شيء! لا شيء على الإطلاق. أين هي الأهداف الثلاثة الاستراتيجية المسطرة من قبل؟ هل رأينا شيئا محققا عسكريا واستراتيجيا؟ لا”.

وأضاف في نفس السياق: “لم يحقق الجيش الإسرائيلي بعد أيا من الأهداف الثلاثة التي أعلنها رئيس الحكومة بن يامين نتنياهو، وهي تحرير الرهائن بقوة الجيش، وترحيل سكان غزة إلى سيناء أو العريش وتحييد جميع قادة حماس واحدا تلو الآخر، هل رأينا أيا من هذه الأهداف قد تحقق؟ لا، ولكن هنا مكمن الامتحان الحقيقي والمحاسبة لما يحين وقت العد النهائي”.

وختم المحلل السياسي حديثه قائلا: “من ناحية أخرى، هناك موقف يجب مراقبته والحفاظ عليه بشكل واضح في أذهاننا؛ وهو موقف الدعم الإجرامي من المجتمع الدولي – وخاصة الغربي – للصهيونية. لقد فقدت قوى هذا العالم كل مصداقية لها في نظر العالم، وبالتالي فقدت كل الأخلاق السياسية. مجلس الأمن الذي أنشئ للدفع نحو السلام، وفي الحقيقة كان اسمه الأول “مجلس السلام”، تخلى عن هويته ومهامه ليصبح أداة حرب، ووسيلة حربية لا سلمية، غير أن حربه ضد المظلومين والضعفاء. لقد تم تحييد آخر ذرة من الأخلاق في المشهد السياسي والعسكري، كما ظهر جليا غياب كل مقومات الأخلاق السياسية في ضوء هذه الحرب في غزة”.

حاوره: أ.ف.