العنف في الملاعب.. صداع في رؤوس المسؤولين ونداءات للحد من الظاهرة
الـريـاضـة

 العنف في الملاعب.. صداع في رؤوس المسؤولين ونداءات للحد من الظاهرة

لا يمكن الحديث عن كرة القدم المحلية ومشاكلها دون التطرق إلى الجانب الآخر من ممثليها، فبغض النظر عن المسؤولين والرؤساء واللاعبين وصناع القرار في هذه الرياضة، يلعب الجمهور دورا فعالا في إنجاح الموسم الكروي بحضوره إلى المدرجات وطريقة تشجيعه المميزة، فغالبا ما تحاول جماهير الأندية التميز عن منافسيها حتى تصنع الاستثناء، ومنها تكون المنافسة شريفة واللوحات جميلة في المدرجات، لكن في المقابل مثلما يساهمون في الإنجاح، يساهمون أيضا في تراجع المستوى ورسم صورة سيئة عن الكرة المحلية، إذ تبقى المدرجات بمثابة الواجهة التي تغطي المستوى الفني مثلما يحدث في العديد من البلدان.

ومع بداية الموسم الكروي الجاري في الجزائر، لم تخل ملاعب الجمهورية من بعض الأفعال المعزولة في الواقع، إلا أنها رسمت صورة لا تشرف الجمهور الجزائري بصفة عامة عندما يشاهد الأجنبي تلك الصور، فما حدث صبيحة يوم الجمعة بمحاذاة ملعب عمر برابح بالدار البيضاء، قبل مباراة قمة الجولة الرابعة لبطولة الرابطة المحترفة الأولى بين مولودية الجزائر والضيف وفاق سطيف، خلفت العديد من ردود الأفعال وتأسف لها الجزائريون بصفة عامة، وجعلتهم يدقون ناقوس الخطر مبكرا والضرب بيد من حديد قبل فوات الأوان.

وقبل ذلك حدثت مناوشات بملعب حمام عمار بخنشلة، في المباراة التي جمعت الاتحاد المحلي بوفاق سطيف لحساب الجولة الأولى من الموسم الكروي الجاري، حيث تبادل أنصار الفريقين الرشق بالحجارة مرفوقة بالشتائم والسباب، وهو ما يجعلنا نشير إلى هذه الظاهرة في هذا الظرف بالضبط حتى يتم النظر فيها والبحث عن سبل ناجعة تحد من تفاقمها.

وما يجب الإشارة إليه هو أن المكتب الفيدرالي الجديد بقيادة وليد صادي – رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم – عندما تم انتخابه على رأس أعلى هيئة كروية في البلاد يوم 21 سبتمبر الماضي، لم يشر تماما إلى ظاهرة العنف والشغب في المدرجات ولم يتحدث عنها تماما، بل خلت قائمة الأولويات 21 التي جاء بها إلى قصر دالي إبراهيم من هذه النقطة، فهل نسي صادي أن المدرجات هي واجهة الكرة المحلية وعنصر فعال من عناصر نجاحها؟

ويتمنى المتابعون أن تتراجع ظاهرة العنف في الملاعب بين جماهير الأندية، وذلك خدمة لكرة القدم الجزائرية بالدرجة الأولى ولضمان تسويق جيد للبطولة الوطنية في الخارج، وعلى المسؤولين عدم إغفال هذه النقطة والبحث عن حلول بالتنسيق مع السلطات المحلية والجهات الأمنية، مع تحسيس الجماهير بضرورة ضبط النفوس والمساهمة في تحقيق الأهداف المسطرة خدمة للمصلحة العامة.

 

عبد الرؤوف سليم برناوي (وزير سابق): “برمجة المباريات الكبيرة في ملاعب أحياء غير مقبول”

 

أكد عبد الرؤوف سليم برناوي – وزير الشباب والرياضة السابق – أن كرة القدم لا تتطور بمثل هذه التصرفات بعدما قرر القائمون على شؤون كرة القدم الجزائرية برمجة لقاء قوي ومهم من كل النواحي والذي جمع مولودية الجزائر بالضيف وفاق سطيف وانتهى بفوز الأول بـ5-3 في الجولة 4 من الرابطة المحترفة الأولى بملعب الدار البيضاء، مشددا أن كل الفرق والاتحادات تسعى إلى برمجة المباريات القوية بملاعب كبيرة تليق بسمعة الناديين من جهة وللحصول على مداخيل كبيرة، إلا في الجزائر العكس يحصل في كل مرة.

وأوضح برناوي في تصريح خص به جريدة “السلام اليوم” قائلا: “ما حدث كارثة ولا يليق بسمعة كرة القدم الجزائري، وأنا شخصيا ضد هذه السياسة. الجميع يسعى إلى كسب المال من خلال تذاكر المباريات الكبيرة، لأنه حدث كبير وبمثابة عرض الجميع يسعى لحضور اللقاء ومتابعته عن قرب لكن العكس يحدث عندنا. فنجد أن القائمين على البرمجة يقررون برمجة اللقاءات في ملاعب أحياء”. وختم الوزير السابق كلامه: “بهذه العقلية والتفكير لا يمكن أبدا أن تتطور كرة القدم الجزائرية، ولن نملك فرقا كبيرة وقوية حتى لو تم صرف أموال طائلة”.

 

مالك قوقام (مدرب): “برجة لقاء مولودية الجزائر في ملعب سعته أقل من 50 ألف متفرج كارثة”

 

حمّل مالك قوقام – عضو سابق في الاتحادية الجزائرية للرياضة المدرسية ومدرب – مسؤولية برمجة لقاء مولودية الجزائر أمام وفاق سطيف بملعب الدار البيضاء إلى الأمين العام للرابطة والذي قرر برمجة لقاء كبير بملعب صغير ما تسبب في أحداث شغب قبل بداية اللقاء، وقال قوقام في تصريح خص به جريدة “السلام اليوم”: “أنا شخصيا أحمّل المسؤولية للأمين العام للرابطة الذي قرر برمجة اللقاء بملعب صغير بما أن الرئيس تمت تنحيته وكان عليه برمجة اللقاء في ملعب أكبر”. وختم: “فريق مثل مولودية الجزائر لا يمكن أن تبرمج له مباراة في ملعب سعته أقل من 50 ألف متفرج نظرا للعدد الكبير من أنصار النادي الذين يتنقلون معه ويتابعونه”.

فضيل. ش/إيسري. م. ب