الـ 100 يوم التي غيرت وجه العالم
الاولى الحــدث دولي

الـ 100 يوم التي غيرت وجه العالم

محاكمة إسرائيل أمام العدل الدولية.. اتساع رقعة الحرب وتبلور خارطة جديدة

لقد مر 100 يوم منذ 7 أكتوبر2023 و “طوفان الأقصى”، ولم يأت أي جديد يشير إلى نهاية حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين. ومع ذلك، في هذه الحالة، وبشكل استثنائي، لم تكن الإبادة الجماعية مرادفة للانتصار بل كانت عنوانا للانكسار.

لقد ألقت إسرائيل في أسبوعين فقط -في منتصف شهر نوفمبر – ما ألقته الولايات المتحدة الأمريكية في سنة كاملة على طالبان في أفغانستان بحسب تقارير أممية رسمية.

فقد قُتل 22 ألف فلسطيني بسبب القصف المكثف. ولكن لأي نتيجة؟ لم تتحقق الأهداف الرئيسية الثلاثة للجيش الإسرائيلي والموساد والتي كانت القضاء على قادة المقاومة، واستعادة الرهائن، وإجلاء السكان من غزة.

بل كلما مر الوقت، كلما غرق الجيش الإسرائيلي في حرب عشوائية حيث ستكون فرص هزيمته عالية. إن الاستراتيجية العسكرية لها مقياسها الصارم: عندما لا ينتصر الجيش في الحرب، فذلك يعني أنه خسرها بالفعل.

ومن الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يقوم بتمديد عمر الحرب لتحقيق ما قد يشبه النصر على الأقل، ولو كان رمزيا، لأنه يقال في فن الحرب والاستراتيجية العسكرية أنه يجب على دائما أن يترك منفذ للمهزوم ليخرج من الحرب بطريقة تحفظ له ماء الوجه.

وفي مقال شديد الانتقاد نُشر في صحيفة “يديعوت أحرانوت” الإسرائيلية الواسعة الانتشار، كتب الصحفي الإسرائيلي رونين بيرجمان، المتخصص في الأمن والدفاع، أن جيش الدفاع الإسرائيلي “غير قادر على القيام بعمل أفضل مما قام ضد حماس في غزة”. وأضاف: “منذ عدة أيام والجيش يدور في حلقة مفرغة”، مقدرًا أن “الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي نجاح استراتيجي كبير في قطاع غزة“.

في الأيام الأخيرة، شددت صحيفة هآرتس ويديعوت أحرانوت اللهجة ضد نتنياهو: “إلى أين تريد أن ترمي بإسرائيل؟ “.

وهكذا تكبد الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، وهبت الولايات المتحدة للإنقاذ. ولمنح حلفائه قصطا من الراحة، أعلن أنتوني بلينكن أنه توصل إلى اتفاق مع إسرائيل لإرسال بعثة أممية إلى شمال غزة، في وقت أمرت إسرائيل المستشفيات في شمال البلاد بالاستعداد لاحتمال استقبال “الآلاف من الجرحى في صفوف جنودها”.

وفي هذه الأثناء بالذات، تشهد الحرب توسعاً خطيراً: فقد تم نسيان الحرب في أوكرانيا والتوترات الداخلية في السودان ومالي ومنطقة الساحل ليتخذ التحالف الأمريكي – البريطاني بقصف أهداف في اليمن. وقال الرئيس جو بايدن إن الضربات لم تنفذ إلا بعد تحذيرات متكررة وكانت ضرورية للدفاع عن “حرية الملاحة”. وتقول المملكة المتحدة إنها تحركت بعد أن استهدف الحوثيون اثنتين من سفنها الحربية”. بينما يتمسك اليمن بموقفه المبدئي المتمثل في تقديم المساعدة للفلسطينيين ويعد “بالرد في الوقت المناسب“.

فالولايات المتحدة أصبحت عدوا في الشرق الأوسط بأكمله تقريباً، بما في ذلك العراق بالرغم من أن مجلس الأمن للأممي، لا يزال غير قادر عم حلحلة الأوضاع ولا وجود عمل غير التلاعب بحق الفيتو متكبدا انتكاسة كبيرة للهيئة الأممية.

لقد حملت هذه الحرب في غزة مفاتيح تغيير المعادلة في العالم بأكثر وضوحا مما حملته الحرب في أكرانيا. كما قامت وسائل الإعلام الغربية بالدعاية للحرب ولإسرائيل لمدة فاقت الشهر قبل أن تتحلى جزئيا عم لعبتها القذرة ولكنها فقدت مصداقيتها أثناء ذلك.

لقد تشكلت الأمور مجددا بشكل محسوس وتغيرت أوراق اللعبة. وستكون الولايات المتحدة عاجزة، كما هو الحال في أوكرانيا، عن إنقاذ حلفائها، فقد وجدت إسرائيل نفسها أمام محكمة العدل الدولية لتشرح سبب ارتكابها للإبادة الجماعية في غزة، وهي صورة رمزية كبيرة لبداية العام الجديد 2024. وإن خريطة العالم الجديدة تتكشف شيئا فشيئا أمام أعيننا.

فيصل أ