قال عبد القادر مشدال خبير ومحلل إقتصادي إنارتفاع البترول في الفترة الاخيرة مرتبط اساسا بالتوترات الجيوسياسية الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط (ايران والكيان الصهيوني)، حيث ساهم فيزيادة الكميات المطلوبة مما ادى مباشرة لارتفاع أسعار النفط و البترول.
وأوضح مشدال في تصريح خص به جريدة “السلام اليوم” أنه في حال ماإذا تواصلت هذه التوترات يمكن للسعر أن يرتفع أكثر وهو مادفع الولايات المتحدة الأمريكية وعلى رأسها الرئيس جو بايدن لتوجيه نداء للكيان الصهيوني من أجل تفادي ضرب المنشات النفطيه في ايران لأن ضربها سوف يؤدي الى تبادل في العمليات ما بين الطرفين مما يسبب نقص في الامداد النفطي على المستوى العالمي وارتفاع السعر مباشرة بشكل كبير.
وأشار مشدال أنه ليس هناك تجانس بينالقوى الإقتصاديةالكبرى، حيث تعد الولايات المتحده الامريكيه اكبر مستهلك واكبر منتج في نفس الوقت ، فأمريكا الآن تصدر النفط نحو أوروبا الغربية بعد أحداث أنابيب الغاز الروسية التي كانت تورد لألمانيا وبقيةأوروبا الغربية، موضحا أن توقف هذين الانبوبين عن العمل أدى الى تعويض الكميات من طرف العديد من البلدان بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية التي تنتج الآن بأقصى مستويات قدرتها، أما ارتفاع السعر الى المستويات الحاليه يسمح للمستثمرين في البترول والغاز “الشيستا”أن يوسعومن استثماراتهم بتحقيق الربحية من البيع، مضيفا أنه في حال ما توسعت التطورات في منطقه الشرق الأوسط فسيأدي ذلك الى ارتفاع السعر أكثر بالنسبه للمواد القوية وعلى راسها الغاز وهو ما يسدي ضربة كبيرة للصناعة الاوروبية.
إغراق السوق بالامدادات النفطيةسيؤثر سلبيا على الدول المنتجة
أكد مشدال أن الجزائر ستستفيد من المداخيل الاضافيه علىالمدى القصير كما ستعزز من قدراتها المالية بالعملة الصعبة،حيثأن 60% من موارد الميزانية العامةللجزائر تأتي من مبيعات النفط والغاز مما سيؤدي ارتفاع السعر الى تقلص حجم عجز الميزانيه، موضحا أنه على المدى المتوسط والطويل ستقع الجزائر و البلدان المنتجة للنفط في مشكلة، حيث أن هناك طموحات بالنسبه للبلدان المنتجة الكبرىبتحصيل مواد فوريه مهما كان مستوى السعر وعلى رأس هذه البلدان المملكة العربية السعودية، حيث حاولت مؤخرا الضغط لتقليص اضافي للانتاج من اجل رفع السعر إلى حدود 100 دولار وهي العمليه التي لم تحصل فبقية الأسعار بقيت بين 70 و 75، حيث لم تكلل مساعي السعوديةبالنجاح مما دفع بعض الاطراف في السعوديةللحديث عن امكانيه إغراق السوق بالامدادات من اجل رفع مداخيلها، وهذا السيناريو سيؤثر سلبيا على البلدان الاخرى مثل الجزائر على المدى المتوسط، مشددا على ضرورة البحث عن البدائل من خلال رفع الانتاج المحلي والتصدير خارج قطاع المحروقات، مضيفا أن الخطط التي تتحدث عن امكانية رفع الصادرات في حدود 30 مليار دولار وقدرات لم تظهر لحد الآن نظرا لثقل السوق الوطنية والقواعد القانونية ونقص الإمكانيات اللوجستيكية، مؤكدا على الاستثمار في الجانب اللوجستيكي وبالاضافة الى تخفيف القوانين وتخفيف التنظيمات التي تؤثر سلبيا في العمليه فسوف يدفع الى المزيد من المتعاملين الاجانب الوطنيين بحيث يتم طرح صادرات اخرى يمكنها ان تسمح للبلاد ان تحقق مستويات أعلى في التصدير خارج قطاع المحروقات.
الصراعات الدولية اهم عامل في عدم استقرار سوق النفط
اكد مشدال أن استمرار التوترات الحاصلة بين روسيا واوكرانيا وكذلك في الشرق الاوسط ستدفع الى ارتفاع اسعارالنفط بشكل أكبر، حيث تعتبرهاتين المنطقتين حساستين قريبتين من مصادر النفط والموردتين الأساسيتين على المستوى العالمي للموارد النفطية، موضحا أن مصالحالبلدان المنتجة تحتفظ بمستويات انتاج تغطي التكاليف، منوها ان الامدادات سوف تتأثر بذلك،مماسيؤدي الى ارتفاع السعر، والعكس في حال ما اذا تم تطوير القدرات الانتاجية على مستوى البلدان المنتجة، وطرح المزيد من الامدادات في الاسواق، فسيؤدي ذلك الى تراجع سعر المادة المستهلكة.
“و م أ” الان دخلت في دورة “استثمار مهمة في انتاج البترول والغاز”
وأضاف المتحدثبالقول “أن الدول الكبرى تبحث عن البدائل، حيث ان اوروبا الغربية تخطط الى انتاج السيارات الكهربائيه فقط في حدود سنة 2035، والتخلي عن السيارات التي تستخدم انواع البنزين والغاز وبالتالي فان هذه العمليه ستؤدي الى تقليص الطلب على مستوى أسواق المنتجات النفطية”، معتبرا ان تعويضما يتم استهلاكه من منتجات النفطية،ليست عمليةسهلة وتحتاج الى عشرات السنين من أجل ان تعطي نتائج المرجوة في هذه البلدان المستهلكة، لأن الولايات المتحدة الامريكية الان دخلت في دورة “استثمار مهمة في في انتاج البترول والغاز” من نوع شيست، طبعا هذه العملية”تدفع الحكومة الامريكية الى تشجيع استهلاك البترول والغاز”، ما دام انتاجها قائما وما دام مستثمرها يقومون بصرف رؤوس اموال كبيرة، لاجل تطوير قدراتهم الانتاجية، وبالتالي فان يمكن لهذه اللعبة ان تسمح بتمديد اهمية استخدام النفط في حدود 50 سنة اضافية، وبالتالي فان هذه العملية كلها سوف تعطي نوعا من التوازن المقبول بالنسبة للبلدان المنتجة، ولكن هذه البلدان ستكون معنية ايضا بالبحث عن موارد طاقوية اخرى يمكن ان تستغلها في عملية التصدير والتعويض البترول والغاز المادتين الاساسيتين حاليا في التصدير داخل هذه البلدان.
إعداد: شيماء بوكرشة
إقتصاد
الاولى
الحــدث
حوارات
المحلل مشدال لـ”السلام اليوم”:”التوترات الحاصلة في العالم ستدفع الى ارتفاع اسعار النفط بشكل أكبر”
- بواسطة red11
- 06/10/2024
