كشف أمين قيادي بالمركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، محمد الأمين بوعدة، أن الإصلاحات التي مست قانون الاستثمار الجديد استطاع أن يجلب الكثير من المستثمرين الأجانب في انتظار الشروع في تجسيدها ميدانيا عقب الانتهاء من الإجراءات المعمول بها في هذا المجال، مشيرا إلى أن المركز يسعى إلى جلب الأسواق الخارجية بغرض إعطاء دفعة للاقتصاد الوطني.
أوضح بوعدة في تصريح خص به “السلام اليوم” على هامش ملتقى “إفريقيا للاستثمار والتجارة”، أن الجزائر بوابة إفريقيا وبالتالي يجب استغلال هذا الموقع الاستراتيجي الهام من أجل جلب استثمارات حقيقية من كل أنحاء العالم وهذا ما تسعى إليه السلطات ويعمل عليه المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، خاصة في ظل قانون الاستثمار الجديد.
وفي هذا الإطار – يقول المتحدث – إن الإصلاحات التي مست قانون الاستثمار الجديد مكنت من جلب الكثير من المستثمرين ومن كل أنحاء العالم إفريقيا أوروبا، آسيا وحتى أمريكا، وما يبقى فقط هو تجسيد هذه المشاريع على أرض الميدان حتى تعطي دفعا قويا للاقتصاد الوطني.
من جهته كان المدير العام بالوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار، عمر ركاش، قد كشف عن ارتفاع عدد مشاريع الاستثمار المسجلة بالوكالة في الفترة الممتدة بين 1 نوفمبر 2022 و30 أفريل 2023 بنسبة 121 من المائة على أساس سنوي، مشيرا إلى أن عدد المشاريع الاستثمارية المسجلة تزايد مقارنة بما كان عليه الحال قبل دخول القانون الجديد للاستثمار حيز التنفيذ، حيث ارتفعت بنسبة 121 من المائة خلال الأشهر الستة الأخيرة المنتهية في 30 أفريل مقارنة بنفس الفترة قبل سنة.
ويبلغ عدد المشاريع المسجلة لدى الوكالة 2016 مشروعا خلال الفترة بين 1 نوفمبر2022 و30 أفريل 2023 بقيمة إجمالية تقدر بـ 922.83 مليار دج حسب المصدر نفسه، وارتفعت هذه الاستثمارات بنسبة 199 من المائة من حيث القيمة وبنسبة 145 من المائة بالنسبة لعدد مناصب الشغل المتوقعة في نفس فترة المقارنة.
واعتبر المسؤول ذاته أن ذلك يعد أحد المؤشرات الرئيسية التي تبرز “نتائج إصلاح منظومة الاستثمار في البلاد وكذا بوادر تحسن مناخ الأعمال التي تظهر يوما بعد يوم”.
ومن بين المؤشرات التي تظهر ذلك أيضا، أشار ركاش إلى حجم التوافد الكبير للشركات الأجنبية والتي يوجد منها شركات كبرى، أبدت الرغبة في الاستثمار في الجزائر، ويوجد الكثير من مشاريع هذه الشركات الأجنبية في مراحل “متقدمة” من الدراسة سواء مع القطاعات الوزارية المعنية بالنشاط أو مباشرة مع مصالح الوكالة ومنها من بدأت تجسيد مشروعها – يضيف المدير العام – لافتا إلى أن الأمر يخص العديد من قطاعات النشاط.
أما بخصوص المشاريع المسجلة في الشباك الخاص بالمشاريع الكبرى والاستثمارات الأجنبية، فقد بلغت 57 مشروعا، منها 47 مشروعا بين أجنبي مباشر وبالشراكة حسب ركاش.
للتذكير، فإن المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، نظم مؤخرا ملتقى إفريقيا للاستثمار والتطوير التاسع وبحضور مستثمرين أفارقة وممثلين عن البنك الإفريقي للتنمية والمنطقة الإفريقية الحرة للتجارة، حيث تم إبرام 30 اتفاقية وتنظيم 400 لقاء على هامش هذه التظاهرة تكلّل باستثمارات هامة جديدة في الجزائر إلى جانب مشاركة منظمات وهيئات وطنية ودولية وخبراء نشطوا مداخلات تتطرق إلى مواضيع هامة تواكب التطورات الاقتصادية والعالمية الجديدة كالأمن الغذائي والذكاء الاصطناعي.
طاوس. ز