بولحية: برويطة لا يمتلك الشخصية التي ينتج بها دبلوماسية لفائدة المغرب ولا الأمة العربية
الاولى الحــدث

بولحية: برويطة لا يمتلك الشخصية التي ينتج بها دبلوماسية لفائدة المغرب ولا الأمة العربية

المغرب متعودة على ضرب الجزائر في الظهر من عهد الملك مولاي إلى حادثة طائرة الزعماء

في حديثه عن تاريخ العلاقات الجزائرية المغربية، قال ابراهيم بولحية رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الامة سابقا، أن في البداية هي علاقات جوار وأخوة مليئة بوشائج الترابط بين الشعبين الجزائري والمغربي منذ الأزل، أما بالنسبة للعلاقات الرسمية والدبلوماسية فلا شك أنكم تعرفون أن هناك الكثير من الامور التي شابت هاته العلاقات، منذ بداية الاحتلال الفرنسي للجزائر، بدأ الشعب الجزائري في كفاحه المقدس ضد الاحتلال، بقيادة الامير عبد القادر، وما بعده من الثورات والانتفاضات التي سجلها التاريخ، ودونت في سجل البطولي للشعب الجزائري، واعتقد بأن ما تم التعامل به من قبل السلطات المغربية، ممثلة في الملك مولاي عبد الرحمان، ومعاملته للأمير عبد القادر التي أثرت على هاته الثورة، وأدت إلى توقيف هذه الثورة وأسر الامير عبد القادر، شاهد على هذه السقطة وهذا الانحراف وهاته الخديعة التي جاءت من نظام المخزن.

وأسترسل خلال حديثه في حواره خص به “السلام” أن حادثة الطائرة التي أدت إلى توقيف الزعماء الخمسة، بن بلة وبوضياف وزملائهم، سيما بعدما طارت من المغرب متجهة إلى تونس، وكانت السلطات الفرنسية على علم بمسارها، واستطاعت أن توقف الطائرة وتلقي القبض على الزعماء الجزائريين، أيضا بعد استقلال الجزائر مباشرة سنة 1963 وقبل أن تجف دماء الشهداء، وقبل أن الجزائر تقف الجزائر على رجليها، بادر النظام المغربي بالهجوم العسكري على الجزائر، مدعيا بأحقيته في بعض جهات الوطن العزيزة، والتي حررها الشعب الابي بدمائه، فالعلاقات الجزائر مع المغرب شابها الكثير من التهجمات من طرف المسؤولين المغاربة على بلادنا الحبيبة وعلى مسؤوليها وعلى نظامها.

وأضاف أن هاته العلاقات كانت دائما يشوبها الكثير من المد والجزر حسب الظروف، رغم ما ابدته الجزائر من نيتها ومحاولتها الدائمة، الى نبذ هاته الخلافات، وتوحيد الكلمة ورص الصفوف، والوقوف إلى جنب المملكة المغربية، في الكثير من المواقف وفي الكثير من المحطات، التي تعرضت فيها المغرب إلى محاولات، حتى من الداخل لزعزعة النظام والانقلاب عليه.

موضحا أن محاولة التشويش التي قادها برويطة لا يستطيع بها تحقيق أي نتيجة تذكر، في التأثير على هذه القمة العربية ولا على الدبلوماسية الجزائرية، والتي بفضل سياسية وحكمة ونزاهة وحنكة سيادة رئيس الجمهورية  في قيادته لهاته الدبلوماسية، ونيته الصادقة وعزمه الاكيد على أن يحاول أن يجمع ما لا يجمع، ويلم شمل وشتات الدول العربية على كلمة واحدة، وعلى رأيه واحدة، وعلى اتجاه واحد، والسعي لإعادة اروح إلى الدبلوماسية العربية، والتكفل بقضاياها وبقضايا الامة العربي كاملة، وهذا ما حدث، ونجح فيه رئيس الجمهورية.

حاوره:  خنتر الحسين

س1: بعد الخيبة التي مني بها بسبب تصريحاته التافهة، كيف تعلقون على تلاعبات وزير الخارجية المغربي بورية خلال اشغال القمة العربية الاخيرة؟

بالنسبة لتلاعبات برويطة، وزير الخارجية لنظام المخزن، خلال اشغال القمة العربية، فاعتقد قبل أن أجيب أود أن ألفت الانتباه، بان هذا الشخص، ليس هاته هي المرة الاولى التي يسقط فيها سقطات كارثية، بين الجزائر والمغرب، وحتى مع دول الاخرى، برويطة مشهور ومعروف في الدبلوماسية المغربية، بأنه لا يتحرك إلا يتكلم إلا بما يأمر به ولا يتلقاه من تعليمات صارمة ومحددة بان يتكلم ويدلي بالتصريحات، والقيام بهاته التلاعبات، ولا يمتلك الشخصية التي ينتج بها دبلوماسية لفائدة المغرب الاقصى أو لفائدة المغرب العربي أو لفائدة دول الجوار، أو حتى الامة العربية.

س2: تعد زيارة بوريطة في ظل غياب الملك محاولة تهرب من الحضور خوفا من الاتهام بالتطبيع؟ كيف ترون غيابه وحضور وزير الخارجية؟

بالنسبة لحضور الملك للقمة العربية، شخصيا كنت مقتنعا تمام الاقتناع بأنه لن يحضر، لأن لا ظروفه الصحية تسمح له بالحضور، ولا ظروفه السياسية تتركه يشارك، فالملك ومنذ توليه زمام الامور، فكل المشاكل والعراقيل وضعها في وجه بناء المغرب العربي، أو بناء العلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، ويعتمد دائما على أن يتهرب وأن يلجأ إلى محاولة الطعن في الدولة الجزائرية، وفي الدبلوماسية الجزائرية، وفي المواقف الجزائرية الواضحة التي كانت دائما، إلى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهذا ما أدى إلى تدهور العلاقات بين الشقيقتين ومحاولة طعن الجزائر من الخلف، واستعداء بعض الاطراف الاخرى ضد هذه الدولة.

س: حاول بوريطة الخروج ببعض الاستنتاجات او التأويلات خلال اشغال القمة، لكن فشل في ذلك؟ في رأيكم هل هي توصيات من الملك؟ أم أنه اجتهاد من نفسه؟

أرى أن وزير خارجية المخزن ليس لديه القدرة ولا الكفاءة على الاستنتاجات ولا التأويلات، بل هي توصيات دقيقة صارمة من ةقبل الملك وحاشيته، وحاول قدر الامكان التشويش على هاته القمة، لكنه فشل في تسويق وتصويرها على أنها قمة فاشلة ولا تستطيع تحقيق أهدافها.

س5: فشل بوريطة في خلق تشويش وادعاءات، بفضل حنكة وزير الخارجية رمطان لعمامرة، كيف تعلقون على ذلك؟

ليس من المنطق ولا من المقبول ولا من المعقول، محاولة مقارنة وزير خارجية نظام المخزن، مع السيد رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري، الذي هو قمة وقيمة كبيرة في الدبلوماسية الدولية، أو الدبلوماسية الاقليمية، أو الدبلوماسية الوطنية، فلعمامرة بكل موضوعية هو استاذ في الدبلوماسية ورجل حقق الكثير من الانجازات الدبلوماسية لأمته، وللمغرب العربي ، وليس للجزائر وحدها، ومحاولة التشويش التي قادها برويطة لا يستطيع بها تحقيق أي نتيجة تذكر، في التأثير على هذه القمة والتي بفضل سياسية وحكمة ونزاهة وحنكة سيادة رئيس الجمهورية  في قيادته لهاته الدبلوماسية، ونيته الصادقة وعزمه الاكيد على أن يحاول أن يجمع ما لا يجمع، ويلم شمل وشتات الدول العربية على كلمة واحدة، وعلى رأيه واحدة، وعلى اتجاه واحد، والسعي لإعادة الروح إلى الدبلوماسية العربية، والتكفل بقضاياها وبقضايا الامة العربي كاملة، وهذا ما حدث، ونجح فيه رئيس الجمهورية، والدبلوماسية الجزائرية نجاحا باهرا، تكلم عنه العالم كله.

س6: في تصريح له قال رمطان لعمامرة، أن بغياب الملك المغربي في أشغال القمة العربية؟ ضيع فرصة بناء المغرب العربي، وتمتين العلاقات مع البلدين؟

بالنسبة لتصريح لعمامرة حول غياب الملك، وقد ضيع فرصة لتصفية العلاقات الثنائية بين الجارتين، فهذا الامر جلي وواضح  وأثبت لكل العالم، زيف ما كانت تدعيه الوسائل الدبلوماسية والاعلامية المغربية، بأن الملك قدم مبادرات واقتراحات في تصريحات شفهية واعلامية، لكن عندما جاء الامتحان الحقيقي للبرهنة على أن النية صادقة وصافية لفتح صفحة جديدة، تخلف الملك وضيع فرصة حقيقية للتقارب بين الشعبين، وفتح المشاكل العالقة في العلاقات الثنائية بين الدولتين، خاصة وأن الجزائر قد حضرت لاستقبال الملك مثله ممثل باقي الرؤساء والملوك الذين حضروا القمة، بكل صدق واخوة وامانة، والتي كانت القمة العربية بفضلهم ناجحة بفضل المجهودات الجبارة بين السيد الرئيس ووزارة الخارجية.

س7: لم تتفاجأ الجزائر بسقطة النظام الملكي المغربي، ولم يخدعها التشويق الزائف لحضور الملك؟ كيف تفسرون ذلك؟

كان الجميع ينتظر خطوة ملموسة وحقيقية من طرف الملك لتصفية الاجواء و إعادة الاجواء إلى طبيعتها بفضل نيته الصادقة في أن تسترجع علاقات البلدين صحتها وعافيتها لفائدة الشعبين ومنطقة المغرب العربي ككل، لكن أثبت غيابه، وأثبت معها كل الادعاءات بأنها كانت مجرد هرطقات اعلامية، وتصريحات زائفة لا اساس لها من الصحة وان كل الخطوات، التي تتخذها الدبلوماسية المغربية، بداية من رأس الحكم إلى آخر مسؤول في المخزن، أنه لا يكن إلا العداوة والبغض، للشعب الجزائري، لا أكثر ولا أقل.

جدير أن أنوه أنه منذ الاستقلال على أن مسؤول جزائري تكلم كلاما غير منطقي وغير واقعي في حق المملكة المغربية، بل بالعكس كل مسؤولينا يصرحون بالأخوة وحسن الجوار وان مواقفنا السيادية لا يمكن أن نحاسب عنها، وأنا كرئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الامة سابقا، كنت دائما أقول أننا لا نكن للمملكة المغربية ولا للشعب المغربي الشقيق أي عداوة بل نريد فقط، بأن نعبر عن مواقفنا تجاه مواقف العالم، واضيف أن الدبلوماسية الجزائرية وقفت مع حركات التحرر في ملفات القارات، وكانت دائما إلى جانبها في تقرير مصيرها والتعبير عن إرادتها الحرة في أن تختار النظام والسيادة والحكم الذي تريده ولا تفرض على أحد القوة الغاشمة أو بالمحاولات، أو بالمناورات السياسوية.

س8: المغرب تتخبأ وراء محاولة اتهام الجزائر بوقوفها مع الصحراء الغربية، كيف تعلقون على ذلك؟

الجزائر وقفت مع تيمور الشرقية، ومع الدول الافريقية ابان كفاحها واسترجاع سيادتها وحق تقرير مصيرها، وهو ما قامت به مع الصحراء الغربية، منذ أن كانت تحت الاحتلال الاسباني، قبل أن يدخل المغرب على الخط، ويناور ويشتري الموقف الذي اشتراه مع فرانكو حاكم اسبانيا في ذلك الوقت،  رفقة مختار ولد تاتا من موريتانيا، عند ذلك فقط عرفنا بأن المغرب كان يناور حتى في مؤتمر القمة المغاربي الذي جمع الرئيس هواري بومدين، والملك الحسن الثاني، ومختار ولد تاتا، واتفقوا على تأييد ودعم جبهة البوليساريو، أين كانت مجرد مناورة من نظام المخزن، ولم تكن نيتها دعم الجبهة والشعب الصحراوي.

سؤال اخير: ما هو تعليقكم على الانتصار الجزائري الباهر الذي يكرس عودة الدبلوماسية الجزائرية بقوة، تحت القيادة الحكيمة للرئيس عبد المجيد تبون؟

أتحدث عن نجاح القمة ودور الجزائر العربي الموحد، حول القضايا الذي تشغل بال الامة العربية، الجزائر كانت دوما، سباقة إلى بلورة سياسة عربية بروح توافقية، وهو ما لم يتحقق منذ سنة 45، أيضا أقول بأن الجلسات التحضيرية للدورة، لم تشهدها منذ قبل القم العربية، للتأكيد أن قمة الجزائر نجحت في تفصيل المعطيات، واعداد ورقة عمل عربية، تنال رضا كل الدول العربية، واظهرت خلالها الجزائر أن الدول العربية تستطيع تبلور وتضع سياسة عربية، بروح توافقية ليس بالضرورة أن تكون بالإجماع، تسيرهذه القضايا التي تشغل بال الامة العربية، والدليل على ذلك القضية الفلسطينية، وما قامت به الجزائر قبل انطلاق المبادرة بحسن نية وليس من أجل الصراع مع أطراف عربية أخرى، لأجل لم شمل الفلسطينيين، وتوحيد كلمتهم في كفاحهم ضد الاستعمار الصيوني، وتوقيف هاته الشرخات، ونجحت بفضل سياسة الرشيدة لرئيس الجهورية عبد المجيد تبون في جمع ما عجز الكثير عن جمعه، واستطاع جمع الفلسطينيين ليوقعوا على وثيقة تلزمهم بالتنسيق والعمل المشترك والعمل فقط لأجل ايجاد حل للقضية الفلسطينية.

.. وباختصار شديد، اذا كان هناك القول بأن “العرب اتفقوا على أن لا يتفقوا”  فالجزائر وصلت لمبتغى هو ” العرب اتفق على أن يتفقوا”، واستطاعوا ان يخرجوا باعلان الجزائر الذي سجل مواقف مشرفة للامة العربية، وللدولة الحاضنة وللدبلوماسية الجزائرية، وبالنسبة مستوى التمثيل منذ 42 قمة عربية، كان دائما مشكل التمثيل، والجزائر جمعت جل الدول الربية، بمستوى تمثيل لم يسبق له تمثيل، ردا على من يصطادون في المياه العكرة.