بومدين رجل دولة شديد..كان يعمل للجزائر و الأمة وليس لنفسه
الاولى ملحق

بومدين رجل دولة شديد..كان يعمل للجزائر و الأمة وليس لنفسه

حاوره/عصام بوربيع

 

نرحب بالمجاهد بوربيع محمد ، عميد شرطة متقاعد عميد منذ الستينات وله باع كبير في مختلف المراحل التي عرفتها الجزائر ،موضوعنا اليوم حول الذكرى وفاة الزعيم هواري بومدين ، و انت تعتبر من الأناس الذين عايشتم مرحلة بومدين جيدا ما قولكم ؟

باسم الله الرحمن الرحمين ، الحمد لله الذي انعم علينا بهذا الوقت و الحمد لله أننا مازلنا نتذكر ونحيي ذكرى عظماء الرجال، انأ اشهد شهادة لله ، ولا للعباد ، عرفت بومدين في الحدود ولكن من بعيد ، وسمعت عليه الكثير وربما كنا في عهد واحد طلبة أنا في معهد عبد الحميد بن باديس وهو في أخرى ، ، و انا اواضب نفسي ، وأكون مسرور لأنني قضيت بعض الأعمال بأمر الأخ بومدين وكانت بسيطة جدا ، وحللت مشاكل في وقته صعبة للغاية ولا أقولها ، إنه رجل دولة، عظيم وله رجال يأخذون برأيه ، و الذي نور هذه البلاد سنة 1963و غيرها هو بومدين ،بعد الأخ بن بلة ، وهو أعظمهم على الإطلاق ، لكن الظروف التي كان فيها بومدين ، ظروف ليست كظروف اليوم فيه اختلاف كلي ، البلاد تحتاج إلى رجال في وقتها ، محتاجة إلى أناس يقدمون تضحية أكثر ربما من الثورة ، وينكرون أنفسهم من أجل صعود هذه البلاد إلى اعلي العليين ، وأعمالهم كانت ليل نهار لا ينامون ، وهو يريد أن يكون الدولة الجزائرية التي كانت منقسمة على نفسها بين حثاث البعض و الطماعين وربما الخونة الذين كانوا من قبل و غيرهم يتظاهرون بالحق و السير و لكن يعملون لأنفسهم ، و الذي يعمل لنفسه فقط لن ينجح أبدا ، لأنه لأمة يعمل لأمة، و الذي يعمل لأمة يسهر ليلا نهار حتى تصل هذه الدولة إلى ما يرونه صالحا وصادقا ، ولكن ” يتنهد ” أسرعت ..اعداء هذا الوطن كانوا لا يحبون العربية ولا يحبون من يتكلم العربية ولا يريدون أحدا ينطق بالعربية ، .بومدين صادق صافي من ناحية النفس ،يحب الشعب ، يحب صعود الشعب ، يحب أن ينتشر العلم في البلاد ، يحب اللغة العربية أن تصعد بالترتيب ، ورغم جهد البعض نحو العربية هذا لا يكفي ، يا أخي العربية التي كان يحبها بومدين تسير الدولة بها .

بومدين كما قلت ، بنى المؤسسات مثل الحجار و الجامعات، الشركات الكبرى وكانت نتائجه واضحة و كذلك في اختيار الرجال ؟

الرجال كانوا معه ملتزمين لا يخالفونه

المؤسسات كانت قوية في وقته؟

لأنها بدأت تكوينها من سنة 1957او 1957، كان شبه دولة قائمة ، قيادة الأركان في الجيش في كل شيء فهي نظام موحد لا توجد هناك اختلافات لكن هناك فروع اطلقت شوشرة في الشعب و أنا أتحفظ لا أقول شيئا لأنني اعلم بعض الحالات ولن أقولها ، كما قيل في بعض المذكرات لبعض الناس ، نحن كنا جنود نكافح من اجل استقلال الجزائر ولم نكافح من اجلنا نحن كجزائريين ، لأنني اشهد الله انني في يوم ما مع بعض الإخوة ، منها العقيد بن معوش الطاهر و أخت م الأخوات ،كنا في الحدود بالقرب من تبسة ، عندما دخلنا المعركة التي كانت سائرة ،وبعد انتهاء المعركة كتبت موضوع قرأته على رئيسنا آنذاك  ، قال لي أنت تقرأ ،فقلت له نعم أنا اقرأ ، وهذا أيضا يقرأ وهذه أيضا تقرأ . فقال والله لن يبقى احد اليوم هنا.. ، و نحن بماذا اذن نحكم الجزائر غذا؟؟ . وفي مرة من المرات بعدها بعد هذا كنا ذاهبين إلى الصحراء مع الكولونال اوعمران مع 42شخص ، وعندما وصلنا إلى ليبيا اختلفنا انا وهو، قلت له انا أعود الى تونس انا واحد  الطلاب مثلي ،نحن جئنا كي نذهب إلى الصحراء فجاء احد نبهني قال لي يا أخي  أنت ارجع وعد إلى الجبال ، لم امشي في الصحراء ولا اعرف الصحراء ، و الطيران يقضي عليكم كلكم ،ماذا تريد ، أكيد الموت ، الرمل العطش

بومدين مسك الجزائر في مرحلة جد صعبة و التحديات العالمية ، عالميا كان بومدين مزعج لبعض الدول ، رؤوا نهوض الجزائر مزعج ،حرب 73ضد اسرائيل ، كيف ترون هذا في ظل شخصية حديدية لبومدين ؟؟

يا أخي بومدين كانت لنظرته فقط تأثير تجعل الآخر يفهم ماذا يريد ، ففي طرابلس وقع ما وقع ، وكنت آنذاك جندي بسيط ملازم أول  من الأكاديمية من كلية الشرطة في القاهرة ،في مجموعة  ،كان بومدين على علم بها ، بل إلزام من بومدين كي يهيىء إطارات للجزائر صادقة صالحة ولكن مع الأسف الزمن ، التشويش وقع كثيرا لدى المسؤولين في الأعلى ، ينم عن حقد وحسد ، إلى الآن هناك من لا يحب بومدين ، وربما يرى بومدين يعمل للغير ، وبومدين يعمل للجزائر وعمل للجزائر .

صحيح هناك الكثير مننا لا يحبون بومدين ، ربما فهموه خطأ، هناك من يتهمه بالقساوة ، و وغير كذلك ؟

فيه أخطاء ، بومدين صحيح الكل كان يحتاطه ، يخافه الناس لأنه شديد لا يتراجع في قراراته  انتهى.

وهذا شيىء ايجابي ؟

لأنه يعرف أن الدولة لا تنهض ب”قال يرحم والديك تعالى معي ،يا إما تمشي يا إما لا تمشي ، يا تبنيها او لا تبنيها “، ليس لتأخذ لنفسك ، وتبني فيلتك ،و قصرك ، و نحن عاهدنا الله على أن نترك كل شيء حتى الامتيازات .

بومدين يحكى عنه أنه زاهد ، لا يملك ثروات ، وحتى ينطبق هذا على المجموعة التي كانت معه ، لم يكن لهم طمعا في بناء الثروة؟

لا ثروة ولا محزنون ، قيل و انأ لاأتكلم عن عائلته ، بومدين لم يوجد شيئا عنده مخبأ ” لا مخبي لا مجبي ” لا لعائلته ، ولا أن يشغل عائلته ، وربما كان يمنع عائلته أن تطلب من فلان كذا أو كذا ، هذا نفسه خالصة صادقة تعلمت في جو الفقر و الهم و “الميزيرية” ..فيما الآخرون كانوا يتمتعون ….

أنت كنت في نواة الشرطة ومنذ تأسيسها ، في وقت صعب ، بومدين كان يقدر الإطارات ، ويختار بنفسه الكفاءات ، على مثال ، طالب الإبراهيمي الذي رغم مشاكل أبوه ، إلا أن بومدين أصر عليه كي يكون وزيرا للتربية؟؟

لكل مقام مقال ولكل سؤال جواب ، أنا لو نفسي أراها تخالف ماعاهدت الله عليه ،لا أقوم بعمل يأتيني من عند فلان وفلان ، على هذا كان إيقافي في سنة 63تحت الإقامة الجبرية ، لا لشيء لخوف مني لأنني لا أتراجع ، وكان العقيد هوفمان رحمة الله عليه هو سبب المصيبة ، وقال لهم في مجلس الوزراء بأن بوربيع يحاول القيام بانقلاب ، البعض لم يعرفونهم ، الا أنا قاموا باتهامي “جئتهم على العين العورة ” ، هذه المعركة وقعت بيني وبينه في قسنطينة ، قلت له “مون كولونال “أنا لا اعمل مع عشرة انا اعمل مع واحد في الجزائر ، احد ” يقصد بومدين “كلفني كي افتح الشيىء الذي تعاهدنا عليه ،فأنا لا أتراجع ، وسأقوم بهذه المهمة ولن تنال شيئا، فقال لي ستندم ، وقلت له لن اندم ، في الصباح جاءني أمر بالدخول الى الجزائر ، واترك كل شيء ، لأنه قوي ، وبقيت 15يوم في الحظر معهم في الحفظ ، ونصرني الله ، لأن القضية وصلت إلى بومدين ،و رفع علي ، أنا لست شعباني عقيد الجيش ، لأنهم قالولي تلفيقا جيش فلان هو جيشك ، وانت النائب السري له ، انظر كيف تحاك الأمور اذا ارادوا تحطيم أحد . 

 بومدين انصفك ؟

نعم بومدين وعدت الى العمل بشكل عادي ، وعدت للدفاع ، وأعادني الكومندو سي الطيبي معه في الأمن ، وانتهت المشاكل بيني وبينهم ، بومدين لم يتصل بي ولم يسألني عن هذه القضية لم يقل شيىء ، سألني عن أشياء قمت بها ، حيث أن الزبدة و القهوة التي تشربها ، كانت  تأتي بها من باريس ، كل شيء يأتو به من باريس ، فبومدين قال لهم انتهى ،…اما بومدين هو عظيم من عظماء في التكوين ، ثانيا كانت الدولة فارغة ،فكان على بومدين ان يبدأ شيئا فشيئا و لا يعصف بالحابل و النابل، اذ لا يمكن ان يفتح عليه كل الجبهات من كل النواحي، لابد من الذكاء ..أما مسألة الدول فالحمد لله لا اعرف دولة كانت اقرب الينا تشبهنا مثل  ، إخواننا البوليزاريو ، ولا اخفي عليكم أنا من الأوائل في الجزائر الذين عرفوا الرئيس الكاتب العام للبوليزاريو ، و انا أول من استقبله عندنا في المركزية ووجهناه حيث شاء وحسب ما عنده من تعليمات للغير ،حيث كان الناس من قبل لا يسمعون عن بالبوليزاريو .

 اعتقد ان بومدين اقترح عليك فيما بعد منصب في العدالة ؟

نعم اقترح كل هذا على المجموعة الموجودة معي في الصورة وهم كلهم من الشرطة  عينهم كي يذهبوا إلى العدالة ، فذهب ثلاثة ، واحد منهم لم يعمر طويلا بعد أن اتهموه بأخذ الرشوة فقام بقتل نفسه بالبندقية . واثنان خرجا متقاعدين و آخر هرب .

الى هذه الدرجة لمجرد ان تم اتهامه بالرشوة قتل نفسه ،فيما اليوم الكثير من الاطارات تتهم عادي، هنا مربط الفرس الإطارات السابقة كانت تتميز بالنزاهة ، إطار يتهم بالرشوة فيقتل نفسه ، أما اليوم فنرى وزراء وولاة يتهمون بالرشوة ، هناك تغير في العقلية الجزائرية أليس كذلك ؟

ذلك زمان السلم وزمان الأخوة، فنحن المجاهدون الذي قرؤوا في مصر ..كانوا هنا في العاصمة يصفوننا “ها قد جاؤوا البونتات ، بونتة السيجارة”..فالعاصمة حالها لم يكن يؤتمن

حيث كانوا يعتبرون جماعة العربية أميون …

 لما عينني بومدين كي اذهب الى القضاء رأيت الامر صعبا ، و أنا اعرف ما هو السجن وكيف يدخل الناس السجن ، وفكرت ماذا لو جاءتني قضية من القضايا ، يأتيني مسؤول مالذي سأقول له ، أكيد انا اعرف نفسي بأنني سأقول له لا على مذهب الزمخشري 

، ولن اتراجع حتى مع بعض الوزراء ، والله لم اتراجع حتى مع بعض الوزراء في مصالحهم ، وهذا ما جعلني ارفض .

هي قناعات و الضمير المهني يلعب دور  ،حتى المسؤولين الضمير هو من يفصل في النوعية ،اي مسؤول في أي مكان الضمير يلعب دور كبير ومن أسباب تطور البلد ان يكون عند المسؤول ضمير يخدم به المجتمع ، وقد رأينا من العصابة من كوارث ؟

يا اخي بومدين عندما يقرر في قضية يلزمه ، كانت تأتينا قضايا في الخطف و النهب ، قضية ابن مسؤول كبير، احد سرق البنك و خطف طفلا و طلب الدية، بومدين لم يتركه حيا بيومه  “اعطاه الحس” لم يكن يتساهل مع المجرمين الاشرار ، هي قضية ابن شخصية من الشخصيات معروفة قصته

هذه القضية 15يوم ونحن نبحث عن من خطف ابن وزير ، وطلب المال و طائرة ، امسكه شرطي في المطار ، وقتله هناك و انتهى ، ومن هناك لم يخطف احد لا طفلا ولا طفلة، و اليوم اصبح يخطف الصغار وكل شيىء ..الأمن لا يوجد فيه العطف و لا فيه  نظر و البين بين البينين ،من وقع عليه الشك لابد أن يمحى ، مثلما يقال قضي الأمر الذي فيه تستفتيان .

اعداد /عصام بوربيع