إعتبر الخبير الاقتصادي هواري تيغرسي المشروع الجزائري -القطري للإنتاج مسحوق الحليب المجفف من أكبر المشاريع الاستراتيجية في القطاع الفلاحي بالجزائر، والذي يستدعي تكاثف جهود كل الوزارات المعنية للإنجاحه، وتطرق تيغرسي إلى العديد من النقاط الهامة التي نتعرف عليها في هذا الحوار الذي خص به جريدة “السلام اليوم.”
حاورته: حورية زوبيري
بداية سيد تيغرسي ما هي قراءتك للمشروع المتكامل الجزائري القطري لإنتاج مسحوق الحليب المجفف بالشراكة بين الصندوق الوطني للاستثمار وشركة بلدنا القطرية؟
الإستثمارات الأجنبية كانت تقريبا شبه غائبة في زمن مضى اليوم نتحدث عن قرابة 150إستثمار على المستوى الوطني، للشركات الاجنبية خاصة مختلف الشراكات مع الدول الصديقة التي لها اثر كبير على حركية الدبلوماسية الاقتصادية، التي خلقت نوع من التنمية الحقيقية للعديد من ولايات الجنوب الجزائري من بينها ولاية أدرار، إذن يعتبر مشروع مسحوق الحليب المجفف من أهم المشاريع التي وقعتها الجزائر، حيث يعد مشروع متكامل ويعطي حلول الإستفادة من الإنتاج وتقليص فاتورة الإستيراد مستقبلا والإعتماد على الثروات والإمكانيات الوطنية نظرا الى النقص الكبير الذي تعاني منه الجزائر فيما يخص هذه المادة.
يوجد اهتمام واسع من قبل العديد من الوزارات من بينها وزارات الفلاحة، الصناعة، الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذا وزارة النقل ما سر هذا الاهتمام الكبير؟
أكيد، لكل وزارة من الوزارة دور هام و أساسي في هذا المشروع، ودور وزارة الفلاحة مهم جدا في مرافقة المنتجين من خلال تذليل العقبات المرتبطة بالمنظومة الفلاحية سواء بالنسبة للعقود او المسار التقني للفلاحة، وزارة الصناعة هي الاخرى لها دور بارز لأن المشروع مرتبط بصناعات تحويلية تعطي قيمة مضافة للقطاع و تساهم في زيادة الانتاج الوطني والتقليص من فاتورة اللإستراد، وحتى ربما التوجه للتصدير في المراحل القادمة كما وجب تواجد قطاع الإتصالات السلكية واللاسلكية لتوفير شبكات اتصالات بمختلف التكنولوجيات المتاحة، وحتى وزارتي الصناعة والطاقة تلعبان دورا أساسيا في المشروع لأن قطاع الفلاحة مدمج ويحتاج تكاثف جهود كل الوزارات تقريبا لبلوغ أهدافه المسطرة.
ما هي الإضافة التي سيقدمها هذا المشروع للإقتصاد الوطني؟
مشروع إنتاج الحليب المجفف من أكبر المشاريع الاستراتيجية في القطاع الفلاحي بالجزائر سيخلق في البداية قرابة 5000 منصب عمل مباشر وحركية واسعة بالنسبة لشركات المناولة في المنطقة وحتى في المناطق المجاورة، وسيمكن أيضا من إنتاج حوالي 50 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من الحليب المجفف، وكذا تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء، إلى جانب مساهمته في إنتاج الحبوب والأعلاف ضمن تطبيق نظام الدورة الزراعية على مستوى الأقطاب الثلاث المكونة للمشروع.
ما أهمية إقامة هذا المشروع في الجنوب الكبير تحديدا بلدية تيمقطن ولاية أدرار؟
يزخر الجنوب الكبير بالعديد من الثروات والمساحات الشاسعة وأراضي جيدة بالإضافة الى توفر المياه الجوفية بالمنطقة، ولابد أن نشير إلى أن مشروع مثل هذا يتربع على مساحة 117.000 هكتار وهي بطبيعة الحال مساحة كبيرة لا تتوفر في الشمال، كما أن تضاريس ولاية أدرار تشبه كثيرا التضاريس الموجودة في البلد الشقيق قطر.
تم مناقشة إمكانية توسيع مشروع بلدنا ليشمل إنتاج حليب الأطفال، هل الإمكانيات ستسمح بنجاحه؟
نعم، لقاء علي عون وزير الصناعة مع سفيردولة قطر والمحادثات التي جرت بينهما، المتمثلة في مناقشة إمكانية توسيع مشروع ” بلدنا ” ليشمل إنتاج حليب الاطفال مهم جدا وتجسيده على أرض الواقع أمر ايجابي في حالة ما توفرت كل الامكانيات المطلوبة، وتوفير السلطات المناخ الملائم للعمل والنشاط، فمثل هذه المؤسسات الاستثمارية لا تفكر إلا في تحقيق الأرباح ومضاعفتها في ظل الإمكانيات الوطنية الموجودة الى حد ما، فيما يتعلق بالكهرباء، الغاز، العقار وكذلك المياه، أما بالنسبة للمعاملات المالية المتعلقة بالبنوك يجب دراسة تحويل الارباح ومدى قدرة البنوك على مرافقة مثل هذه المشاريع المهمة وسرعة التحرك لإنجاحها.