“حسومي مسعودو خطر على النيجر”
الاولى الحــدث

“حسومي مسعودو خطر على النيجر”

في حديثه من باريس، ومعبرا بشدة عن وقوفه مع الرغبة الفرنسية في طرد الإنقلابيين “بالقوة”، رفض حسومي مسعودو – وزير الخارجية في حكومة الرئيس بازوم – مبادرة سياسية طرحتها الجزائر على المجموعة الدولية لحلحلة الأزمة في النيجر بعد انقلاب 26 جويلية المنصرم.

وانتقد حسومي مسعودو، وهو جزء نشط من أنصار التدخل العسكري في النيجر، الذي قررته المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، والذي تم المقام به في باريس، منذ الإطاحة بنظام محمد بازوم، الاقتراح الذي تقدمت به الجزائر بشأن التدخل العسكري في النيجر لإنهاء الأزمة السياسية من خلال فترة انتقالية مدتها ستة أشهر بقيادة سلطة مدنية.

وأضاف حسومي مسعودو: “حتى لو كانت فترة انتقالية ليوم واحد، فهي بمنزلة الاعتراف بالأمر الواقع للانقلاب. لذا فهو أمر غير مقبول، وهذا الاقتراح غير مقبول أيضا جملة وتفصيلا لأنه يشرع للانقلاب. لذا فإن الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا لا تقبل ذلك، وتقول جماعة الإكواس وجميع شركائنا إنه يتعيّن علينا ليس فقط إطلاق سراح الرئيس بازوم، بل إعادته إلى السلطة”. وقال حسومي مسعود، في مقابلة مع قناة “فرانس 24” أذيعت أمس الأحد 3 سبتمبر: “لا أحد يتصرف بشأن الانقلاب في غير رد بازوم إلى السلطة”.

هذه التصاريح المتصلبة للرجل – زيادة إلى أنها قد ردها الشعب النيجري جملة وتفصيلا- فقد لقيت انتقادا لاذعا في إعلام النيجر ننقل لكم منه أهم ما جاء في الصحف الورقية والإلكترونية حول شخصية الرجل:

“لقد كشف انقلاب 26 جويلية 2023 لشعب النيجر عن الطبيعة الحقيقية للسياسيين الاشتراكيين في البلاد. ومن الواضح الآن للجميع أن هؤلاء السياسيين كانوا أكثر في خدمة فرنسا، وخاصة في استغلال اليورانيوم، بدلا من خدمة مصالح أمتهم”.

“لقد تم التلاعب بهم واستخدامهم من قبل فرنسا للحصول على السلطة، والتي حاولت بعد ذلك فرضها إلى أجل غير مسمى على النيجريين. ويتجلى هذا بشكل خاص عندما قلل وزير الخارجية السابق، الملقب بـ “فيلسوف” بازوم، من أهمية اليورانيوم في اقتصاد النيجر واقترح أن البلاد يمكن أن تستغني عن هذا المورد. لقد فاجأت تصريحاته الكثير من الناس، لكن كان من الواضح أنه لم يكن لديه سوى القليل من المعرفة بإدارة الدولة الحديثة والاقتصاد الديناميكي”.

“لقد أطاح الجيش أخيرا بالنظام الذي فضل فرنسا وعملائها، هذا النظام الذي توقع المخاطر الجسيمة التي كانت تهدد البلاد إذا تخلت عنه فرنسا، بل في الحقيقة قد وضع هذا التدخل حدا للمعاناة الصامتة التي يعيشها شعب النيجر. ومع ذلك، يواصل أنصار النظام القديم تصوير النيجر على أنها كانت جنة في الأرض تحت سلطة بازوم، ويتحدثون بوقاحة عن نمو بمعدل يتجاوز 10 من المائة، وتقدم كبير لم يره أحد، وسعادة وهمية وخلق طبقة وسطى، والتي أصبحت ممكنة بفضل السرقة والنهب والفساد المستشري تحت حكمهم”.

“هؤلاء الاشتراكيون، المحرومون من امتيازاتهم وممارساتهم في السرقة، وجدوا أنفسهم على الهامش فجأة. وقد أصبح وزير الخارجية السابق، على وجه الخصوص، المتحدث الرسمي باسمهم في الخارج، ويسعى إلى الحصول على وضع اللاجئ السياسي لضمان بقائه فإذا هو منبوذ مدى الحياة. وهو يعلم أنه لم يعد له مكان في البلاد، لأن عائلته نفسها عانت من تجاوزاته”.

“منذ تهميشه، لعب حسومي مسعودو دور الخاسر الأكبر في هذا الشد والمد ويحاول الدفاع عمّا لا يمكن تبريره، أي السلطة التي فقدها حزبه نهائيا. لقد أصبح من الواضح الآن للنيجريين أنه مجرد انتهازي بلا قناعة حقيقية، ومصلحته الوحيدة تكمن في السلطة التي يمكنه استغلالها”.

فيصل. أ