خطاب بومدين في الأمم المتحدة كان يتضمن ما نعيشه اليوم
ملحق

خطاب بومدين في الأمم المتحدة كان يتضمن ما نعيشه اليوم

قالت أنيسة بومدين أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين أنه كان رجل نظام، يحب الارتجال، متواضع مهتما بأحوال المواطنين، ولا يهتم بالجانب المادي، مضيفة أن “خطاب بومدين في الأمم المتحدة كان يتضمن ما نعيشه اليوم”، وأشارت أنيسة إلى أن “بومدين كان يريد بناء دولة قوية مبنية على التنمية، كان شجاعا عندما قرر تأميم المحروقات، البلدان المنتجة للنفط كانت تخاف من الأقدام على هذه الخطوة، المرحوم اظهر شجاعته السياسية، لم يكن يخاف من العواقب”، وقالت إن ذكرى 27 ديسمبر سيئة بالنسبة لها، على غرار كل من عرفوا الراحل.

أنيسة بومدين خلال كلمتها في ملقى نظمته وزارة المجاهدين في الذكرى 44 لوفاة ثاني رئيس للجزائر بالمركز الدولي للمؤتمرات منذ يومين، أشادت بخصال زوجها هواري بومدين واسمه الأصلي محمد بوخروبة، وأوضحت أنه كان يطمح لإنهاء عهد الاستعمار الاقتصادي بعد وضع حد للاستعمار السياسي، أين تحدثت عن مشاركته في بناء الجزائر، مشددة على أنه أشرف على دخول أول شحنة أسلحة إلى الجزائر لمواجهة فرنسا، كما سلطت الضوء على ثقافته الدينية واعتزازه بالإسلام، حيث كان يفتخر بدخوله للأزهر الشريف ويفتخر بأن أجداده من قاموا ببنائه.

وعن بومدين الرئيس قالت أرملته إنه رجل نظام يكره الفوضى وكان يرى الأشياء البعيدة ويفكر في عواقب القرارات التي يتخذها ولا يهتم أبدا بالجانب المالي ويهتم بالمحرومين، وإن الرئيس الراحل تلقى تكوينا عسكريا مهما، حيث نفت المتحدثة في هذا الشأن زعم بعض الكتاب حول تلقي هواري هذا التكوين في العراق، وأشارت انيسة بومدين، إلى أن الراحل كان يعتز بالأزهر ويعتز بأجداده الفاطميين الذين قاموا ببنائه، كما تحدثت عن عزم الرئيس بناء دولة قوية في كل القطاعات لاسيما حق الجزائريين في التعليم.

كشفت أنيسة بومدين، عن طبيعة مرضه ووفاته، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 44 لرحيله، إن “أطباء الراحل قالوا إنه أصيب بنزلة برد، كانت وفاته صدمة للجميع، كنت أرى الراحل في عيون الشباب الذي منح له الفرصة، كنت أراه في جيشنا الشعبي، كنت أرى الحزن في الشوارع ومختلف المدن. بومدين سيبقى حاضرا في القلوب، كما كان بومدين رجل المحرومين والمساكين، رحمك الله يا بومدين”.

وأضافت: “كان يتحمل كل شيء دون أن يشتكي، بومدين لا يهمه الجانب المادي كان آخر همه، كان بسيطا. يتحدث عن كيفية حماية الأسعار وحماية القدرة الشرائية، كان يحب الحديث مع الفلاحين. كان رجلا وفيا، ويحب الارتجال في خطاباته”، وتابعت “لقد كانت الثورة التحريرية ثورة شرسة، الثروات التي تم اكتشافها من بترول وغاز جعلت فرنسا أول بلد أوروبي يمتلك المحروقات”، وتطرقت أرملة الرئيس الراحل إلى أهم مراحل حياته السياسية، ومواقفه البارزة اتجاه القضايا الوطنية والعربية، وكذا قراراته التي عززت السيادة الوطنية وحققت التنمية وأممت ثروات البلاد وحمت حدودها.

وأكدت السيدة بومدين في كلمتها بذات المناسبة، أن المرحوم كان “رجل نظام، يكره الفوضى والارتجال، يفكر في عواقب قراراته ويدرس جميع أبعاد المشاكل، وكان يملك إرادة قوية ويتصف بالإنسانية ما جعله محبوب الفقراء والمحرومين”، وأضافت أن “وفاته شكلت صدمة للشعب الجزائري برمته وملأت شوارع البلاد وأزقتها حزنا ظهر جليا في عيون المواطنين”، لافتة إلى أن “ذكراه ستبقى حاضرة في قلوب الجزائريين بمرور الوقت”.

خنتر الحسين