دور رئيس للجزائر وعبء ثقيل في منطقة الساحل
الحــدث

دور رئيس للجزائر وعبء ثقيل في منطقة الساحل

على الرغم من أن الوضع في منطقة الساحل لا يزال متفجرا في نظر جميع المراقبين، إلا أن الجزائر تحتفظ بأوراق أساسية في متناول اليد. وتسعى النيجر إلى الحصول على وساطة من الجزائر، وهي تعلم جيداً أن جارتها الشمالية القوية هي التي قامت بتفكيك إرادة التدخل العسكري التي كانت أولا تتهدد بها فرنسا ومجموعة الإكواس، ونيامي والجنرال تياني يعرفان ذلك جيداً، ومن هنا التقدير الذي تتمتع به الجزائر في الأوساط السياسية والشعبية النيجيرية.

وعلى الرغم من الحزازات الناجمة عن بعض الخلافات الدبلوماسية – وهي ترتيبات يجب القيام بها – فإن نيامي تكن تقديرا كبيرا للجزائر. والدليل ولا شيء أدل على هذا من السماح للخطوط الجوية الجزائرية شركة الطيران الوحيدة المرخص لها بالتحليق فوق النيجر وإجراء رحلات منتظمة مع نيامي من طرف الحكم العسكري.

أما في مالي، فبالرغم مما سجلته من خسائر في الوقت والأرواح البشرية، فلا تزال باماكو على تواصل مع الجزائر لمحاولة تهدئة الحركات في شمال مالي، والتي حملت السلاح من جديد وتسير نحو وسط البلاد. فلا بد من الطكر أن منطقة ديوري التي تعرضت للهجوم والنهب مؤخرا لا تبعد سوى حوالي 350 كيلومترًا عن باماكو، لم نعد في شمال مالي، بل في اتجاه المدن المتاخمة للعاصمة، وهي حالة لم نعشها حتى في عام 2012 والتمرد الكبير في شمال البلاد، وهذان الدولتان تمثلان حاليا التحدي الكبير لأمن المنطقة وتطرحان مشاكل أمنية للجزائر على مستويين الأول هو أن الجزائر والجارة القوية والحليف السلمي، وبالتالي، يجب عليهما تجديد الوساطة السريعة والفعالة؛ والثاني، الجزائر هي بالفعل الراعي لاتفاقيات السلام والمصالحة بين باماكو وأزواد ودورها جار ولم ينته بعد.

صحيح أن الأمور وصلت إلى درجة من التعقيد يصعب تهدئتها، لكن الجزائر تمتلك الحنكة اللازمة لذلك، خاصة أن السياق الدولي لا يعمل لصالح نظامي نيامي وباماكو وأي ضياع للوقت سيتم احتسابه ضد هذه الحكومات

ومن المؤكد أن باماكو لا تستطيع مواجهة الحركات الأزوادية والجماعات الإرهابية في نفس الوقت، ومن هنا ضرورة المصالحة مع تنسيقية الأزواد، ووضع الحساسيات جانبا، لما فيه خير الشعب المالي بأكمله، ولضمان استمرار النشاط في البلاد. وأيضا لكي تعيد القوات المالية التركيز بشكل نهائي على الجماعات الإرهابية، التي أصبحت، في ضوء الصور الأخيرة التي شوهدت، “جيوشاً إرهابية” حقيقية.

فلا تزال الخطة الجزائرية المعروفة باسم CEMOC صالحة، وقد حان الوقت لدول الميدان لإعادة الاندماج في القيادة العملياتية التي مقرها في تمنغاست والبدء في تسيير دوريات في منطقة الساحل، فالوقت ليس في صالح الانقلابيين سواء من الناحية الأمنية أو من حيث السياسة الدولية.

واستقبال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف أمس لنظيره الجنوب سوداني، جيمس مورغان بيتيا، الذي يزور الجزائر في إطار مشاركته في التظاهرة رفيعة المستوى “كيمكس-إفريقيا 2023″ يندرج في نفس السياق فإن الجزائر بحكم عضويتها في مجلس الأمن الدولي مسؤولة عن مراقبة هذا الاتفاق، بالإضافة إلى الأزمات السياسية والدستورية في عدد من دول المنطقة، حتى تصفية استعمار الصحراء الغربية.

فيصل أ