أكد محمد ذويبي الأمين العام لحركة النهضة، الذي وقع خلال العشرية، أثر سلبا على مسار العملية السياسية في الجزائر، وإلى اليوم مازال لدى البعض لا نقول الكل، أن الانفتاح السياسي بالشكل الذي تريده الأحزاب يعتبر “مخاطرة”، وهو ما سبب تضييق وغلق على العمل السياسي، لكن يجب علينا أن ندرك أن الأحزاب أصبح لديها من النضج السياسي ومن المسؤولية السياسية ما يجعلها قادرة على تحمل المسؤولية، وهذا في حوار خص به جريدة “السلام اليوم”.
حاوره: خنتر الحسين
بداية، هل يمكن لدويبي أن يعطينا قراءة لما تشهده الساحة الوطنية من فراغ وغياب للتفاعل السياسي؟
من عايش مرحلة التجربة السياسية في منتصفها أو لحق بها في الآونة الأخيرة، له الحق أن يطرح هذه الأسئلة الوجيهة، لكن من عايش الحياة السياسية من الانفتاح إلى اليوم، يدرك جيدا أن مسار العملية السياسية هو مسار واحد، ربما فيه صعود فيه نزول، وهذا يرجع لعد أسباب فيه سبب متعلق بالسلطة السياسية، وسبب متعلق بالأحزاب السياسي، وسبب آخر له علاقة بالبيئة السياسية، وهذه العوامل مجتمعة هي التي تتحكم في النشاط والتفاعل السياسي والحركة السياسية عموما.
بإمكانك تعطينا توضيح أوسع حول هذه الأسباب والعوامل التي ذكرتها؟
نعم على مستوى السلطة، في بداية الأمر لم يكن هناك انفتاح بقناعة سياسية، وإنما الانفتاح الذي جاء بعد دستور 1989 أملته علينا الظروف داخل منظومة الحكم في حد ذاتها، نتيجة التدافع والدليل على ذلك، أن التسمية كانت مقيدة في شكل جمعيات ذات طابع سياسي وليست أحزابا، وبالتالي التعامل مع الأحزاب السياسية كان من هذا المنطلق، ولكن في نفس الوقت كذلك كان سقف الطبقة السياسية عالي، وهنا حدث تناقض بين سلطة غير مقتنعة بالانفتاح السياسي وبين طبقة سقفها عالي في الحريات، وكنا حينها ضد تعسف السلطة وتجاوزات الأحزاب السياسية، ولو كان حينها خط الوسط لتجاوزنا تلك العقبات.
ألا ترون أن بعض الأحزاب ينقصها نضج سياسي وغير قادرة على تحمل مسؤوليتها تجاه الوطن؟
دعني أذكرك أن من سنة 1990 إلى سنة 2000 وقع الذي وقع، أثر سلبا على مسار العملية السياسية في الجزائر، وإلى اليوم مازال لدى البعض لا نقول الكل، ان الانفتاح السياسي بالشكل الذي تريده الأحزاب يعتبر “مخاطرة”، وهو ما سبب تضييق وغلق على العمل السياسي، لكن يجب علينا ان ندرك أن الأحزاب أصبح لديها من النضج السياسي ومن المسؤولية السياسية ما يجعلها قادرة على الممارسة السياسية من أجل الوطن ومصلحة البلد وليس العكس.
ما هو واجب الأحزاب الآن للخروج من هذا الوضع؟
لو نعود للمدة الأخيرة وما وقع في عدة دول، وهذا التحالف الغربي الصهيوني الذي لم يسبق له مثيل، يبين أن هذا التحالف لا يرحم الدول والشعوب، لذا يجب على المجموعة الوطنية بما فيها السلطة والأحزاب والإعلام وكل الفاعلين في الساحة، إعادة ترتيب الأولويات وتحديد المسارات، وذلك الذي هو في السلطة لا يظن أن لديه مشكل مع الطبقة السياسية، والطبقة السياسية لا تظن أن لها مشكل مع السلطة الحاكمة، وعلى الجميع من هذه المجموعة الوطنية أن الخصم الأساسي هو هذا التحالف الغربي الذي يريد الهيمنة على الشعوب والدول، وبالتالي لما تحدد المسارات والمفاهيم وتترتب هذه الأولويات، يصبح الهدف هو كيف الحفاظ على مصلحة البلد.
ما هو الحل للخروج من هذا الوضع؟
يجب أن نذهب إلى ممارسة حقيقية يحفظها الدستور، وإذا قيمنا اليوم الساحة السياسية نصل إلى نتيجة أن الأحزاب التي قدرت ان تفرض وجودها هي الأحزاب التي كانت متواجدة قبل الانفتاح السياسي، حيث استمرت وهي تقاوم هذا الوضع، والأحزاب التي تأسست بعد الانفتاح بقيت تعاني، لذا استمرار الأحزاب مرهون بمنسوب الحرية وبهامش المكتسبات.