رئيسة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته سليمة مسراتي:
الحــدث

رئيسة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته سليمة مسراتي:

أكدت رئيسة السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته سليمة مسراتي، أمس، على “أهمية تعزيز وتمتين القيم الأخلاقية وتشكيل الهوية الوطنية وفقا للأبعاد الروحية والدينية باعتبارها دعامة أساسية لتحصين الفرد والمجتمع من بؤر الفساد والوقاية منها”.

وفي مداخلتها خلال ملتقى وطني نظم بمقر الزاوية التجانية بتماسين جنوب ولاية تقرت، حول دور الخطاب الديني في الوقاية من الفساد وأخلقة الحياة العامة نظمته الزاوية التجانية بالتعاون مع السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، أن “الزوايا تعد من أهم مؤسسات الضبط الاجتماعي التي أولت على عاتقها بناء قدرات الفرد وترقية القيم الروحية التي تساهم في أخلقة الحياة العامة من خلال تعزيز الخطاب الديني ونشر ثقافة نبذ الفساد وتربية النشء من خلال تفعيل برامج تحسيسية وتدريبية لفائدة المريدين”.

وتطرقت مسراتي أيضا إلى الاستراتيجية الوطنية للشفافية ومكافحة الفساد والتي وصفتها على أنها “وثيقة سياسية بامتياز وملزمة لجميع المؤسسات العمومية والقطاع الاقتصادي العام والخاص والمجتمع المدني بمختلف أطيافه، تم إعدادها وفقا لمنهجية محددة ترتكز على عدد من الأهداف والتدابير التي من شأنها تعزيز عمل الدولة والمجتمع في نفس الوقت لاستباق حدوث الجريمة وقمع الفساد”. من جهته، تطرق الأستاذ السعيد عقبة بجامعة الوادي إلى دور المجتمع المدني في أخلقة المجال العام انطلاقا من دوره في تعزيز الشفافية في النسيج الاجتماعي والسياسي، ما يتطلب – كما أضاف – تعزيز مشاركته أكثر في جهود الوقاية والتصدي لاستفحال الفساد وذلك من خلال تكريس الآليات والأطر القانونية التي تساهم في ترقية دور مؤسسات المجتمع المدني بشكل واسع في مجال الوقاية من الفساد والتبليغ عنه، وأكد ذات المتدخل على مسألة التكوين الذي ينبغي أن تتلقاه مختلف فعاليات المجتمع المدني بخصوص كيفيات وآليات الوقاية من الفساد بما يمكنها من أداء دورها بفاعلية في جهود مكافحة الفساد.

من جهته، أبرز البروفيسور عبد المجيد قدي – عضو السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته – آثار الفساد وتداعياته السلبية على تحقيق التنمية، معتبرا أن الفساد “يعد أحد أبرز العوامل التي تقف عائقا أمام تحقيق التنمية في شتى ميادينها”. وأشار إلى أن تفشي الفساد في أي مجتمع مهما كان شكله تترتب عنه آثار وخيمة على الحياة المعيشية للفرد والمجتمع وكذا على مستوى النمو الاقتصادي، لا سيما إذا امتدت جذور الفساد وتسببت في إهدار المال العام وسوء التسيير داخل مؤسسات الدولة والمصالح الحيوية. وتناولت مداخلات الملتقى عدة مواضيع ذات صلة بدور الزوايا في تشكيل الوعي الفردي والمجتمعي من خلال الاعتماد على المرجعية الدينية في ترسيخ الخطاب الديني والحوكمة ومكافحة الفساد في التشريع الجزائري.

الياس بدر الدين