أكد بلقاسم ساحلي رئيس حزب التحالف الوطني الجمهوري، أن هناك نوع من الغياب أو التغييب للأحزاب السياسية، خلال السنوات الأخيرة، مضيفا أنه وخلال خرجاته لعدة ولايات لاحظ تساؤلات المواطنين حول غياب الأحزاب السياسية، متسائلين أين هي مؤسسات الوساطة التي من المفروض أن تنقل انشغالاتنا كمواطنين إلى السلطات العليا، وهذا في حوار خص به جريدة “السلام اليوم”.
حاوره: خنتر الحسين
تشهد الساحة الوطنية جمودا سياسيا، وهذا باعتراف جل الأحزاب السياسية؟ ما هو تعليقكم على هذه الظاهرة؟
نعم، لاحظنا خلال تنقلاتنا للولايات لا حظنا تساؤلات المواطنين أين هم الأحزاب السياسية، وأين هي مؤسسات الوساطة التي من المفروض أن تنقل انشغالاتنا كمواطنين إلى السلطات العليا، ومن المفروض الأحزاب السياسية هي التي تلعب دور التوعية والتحسيس وتجنيد المواطنين لمواجهة مختلف التحديات التي تواجهها البلاد، لاحظنا كذلك خلال لقائنا مع بعض التشكيلات السياسية أن هناك نوع من غياب أو تغييب للأحزاب السياسية، لفترة 3 أو 4 سنوات الأخيرة، بعدما عشنا مرحلة الحراك.
ما هي أسباب هذا التصحر السياسي بالتحديد؟
نحن نمر الآن بتجربة تعددية فتية، تقريبا حوالي 30 سنة تعددية حزبية، لكن مررنا بأزمات يمكننا معرفتها، منها الأزمة الأمنية أو العشرية السوداء 10 سنوات، نضيف لها الحراك بضع سنوات، فتجارب الأحزاب تعتبر فتية، لذا يجب أن يعطى لها فرصة للأحزاب من أجل تفعيل الساحة الوطنية، إذا قدرنا نقرب الأحزاب فيما بينها وخلق عائلات سياسية، يمكننا الخروج من هذا الجمود السياسي.
واجبكم كأحزاب سياسية حول ما يحدث في الساحة الوطنية؟
كان واجب علينا كأحزاب سياسية أن نبادر إلى عقد لقاءات تشاورية، ونحن كحزب أطلقنا خلال مؤتمرنا الأخير المنعقد الأشهر الماضية، نداء للحوار الوطني بين الطبقة السياسية، للوصل لما أسميناه “إعادة الاعتبار للعمل السياسي والنشاط الحزبي”، والهدف منه تلبية مطالب المواطنين، وكذا هدف مؤسساتي فعندما تغيب الأحزاب السياسية عن النشاط والتكوين والتأطير وتنشئة الإطارات والكوادر المؤهلة لتسيير الشأن العام، هنا تبقى البلاد بدون كوادر وهذا قد يثقل مهام مؤسسات أخرى.
ألا ترون في الإسراع في تأسيس الأحزاب دون الاعتماد على برامج واقعية، أسهم في ميلاد أحزاب فارغة؟
ندعو إلى إعطاء الأحزاب المزيد من الوقت ومن أجل فتح النقاش فيما بينها، وفتح الحوار الجماعي، وإشراكهم في مناقشة القوانين منها قانون الأحزاب، وفي المقابل الواجب عليهم كذلك تقديهم حصيلتهم للمواطنين تتعلق بالعهدة المنقضية، بايجابياتها وسلبياتها، وعلى الأحزاب كذلك تقديم برامج بديلة التي يمكنها ان تتقلد مناصب عليا في الدولة والمساهمة في خدمة الوطن، ودعم التنمية الاقتصادية، ومجابهة التحديات التي تواجهها البلاد، ودعم السياسة الخارجية للبلاد، مع تقوية التفاف المواطنين حول المؤسسة العسكرية وحمايتها عن طريق إبعادها عن التجاذبات السياسية.
ونحن مقبلون على سنة تتضمن موعد انتخابي هام، ألا يؤثر هذا الجمود على الساحة السياسية؟
يجب على السلطات المعنية تقوم ما هو على عاتقها للتوجه إلى انفتاح سياسي، ومنه الانفتاح الإعلامي، لا يمكننا الحديث عن التحضير للرئاسيات في هذا الجو، من التهميش السياسي والغلق الإعلامي، الذي لا يخدم اي طرف بما فيها السلطة، يجب التوجه الى تهدئة لدى المواطن، وذلك عن طرق إطلاق سراح سجناء الرأي العام والموقوفين خلال الحراك الشعبي، ودعينا رئيس الجمهورية ان يستعمل صلاحياته، لاتخاذ إجراءات حكيمة، من شأنها إطلاق سراح السجناء، حتى نحضر المناخ لانتخابات رئاسية في جو هادئة ونزيهة وشفافة.
كلمة أخيرة.. سنة 2024 التي ستشهد رئاسيات هامة في البلاد، تتطلب منا جميعا يتطلب منا جميعا نحضر المناخ لإنجاح هذا الموعد الهام، ونلحص الحل لهذا الوضع في كلمتين هما “الحوار الوطني”.