شجرة البلوط.. استعمالات وفوائد غنية في عدة مجالات بتيزي وزو
الحــدث

شجرة البلوط.. استعمالات وفوائد غنية في عدة مجالات بتيزي وزو

تبرز شجرة البلوط أو السنديان في قلب جبال تيزي وزو، كونها إحدى أهم الأشجار الحراجية دائمة الخضرة في المنطقة، ولكن ليس هذا فقط ما يميزها، بل إنها تحمل عبء الزمن على كاهلها بأطول عمر لأي شجرة حرجية، حيث يمكن أن تعيش لمدة تتراوح بين 4 قرون وحتى 20 قرنًا، مما يجعلها شاهدًا على تاريخ وثقافة تيزي وزو لمئات السنين.

وللبلوط وجود مميز في هذه المنطقة، إذ تشتهر بها تيزي وزو في مزارعها وغاباتها المورقة بأنواعها المتعددة من البلوط، وتعتبر هذه الشجرة جزءًا مهمًا من التراث البيئي والثقافي للمنطقة، وقد ترافقت مع الاهل لقرون عديدة، حيث يمتاز البلوط بأنواعه المختلفة، ولكن الأكثر شهرة هو البلوط الحلو الذي كان يمثل مصدرًا رئيسيًا للغذاء ويتم تناوله بأمان، بينما البلوط المر يحتوي على مواد سامة يمكن أن تكون ضارة إذا تم تناوله بكميات كبيرة.

حيث يحتوي على نسبة عالية من السكريات الجيدة تصل إلى حوالي 40 بالمئة، وحوالي 20 حمضاً أمينياً مفيداً، وعدد كبير من الفيتامينات، خاصة فيتامين B بأنواعه المختلفة، كما يحتوي على معادن مهمة مثل الكالسيوم، الحديد، البوتاسيوم، المنغنيز، المغنيزيوم والزنك، ما يجعله غذاءً مميزاً من الطبيعة؛ وكان الأجداد القبائل في الماضي يستخدمون البلوط الحلو لإعداد الخبز والكسكس في أوقات القحط، بينما كان يستخدم البلوط المر في العديد من الاستخدامات، أين كان يستخدم خشب البلوط لصنع الفحم الجيد، وكانت أجزاء منه تستعمل في صناعة الأثاث الراقي، حتى “شواشي” البلوط كانت تستخدم في الصباغة والعلاجات الشعبية، وكانوا يستخدمون البلوط المر في العلاجات الطبيعية، وخشبه لصناعة الفحم النقي وأثاث فاخر وكذا في تلوين الصوف والعلاجات الشعبية، ليس ذلك فحسب، بل يُستخدم البلوط أيضًا كغذاء للحيوانات، مما يعكس الجزء العظيم من التراث الطبيعي والثقافي الذي تحمله هذه الشجرة العظيمة.

ويمكن الاستفادة من البلوط في مجال الطب الشعبي أيضًا، إذ يُستخدم جزء منه في تحضير أدوية شعبية تُعالج بها مشكلات صحية مختلفة، وهذا يبرز قيمة الشجرة كمصدر طبيعي للعلاج، وبجمالياتها البيئية والاقتصادية والثقافية، يجب الاهتمام بها والمحافظة عليها كجزء لا يتجزأ من تراث الولاية، ويجسد هذا المورد الطبيعي الثمين الرابط العميق بين الإنسان والبيئة، ويعكس القدرة على الاستدامة والازدهار في هذه المنطقة الجميلة، فرغم التحولات الكبيرة في الحياة الحضرية، لا تزال ذكرياته تعيش في قلوب الأجيال القديمة والشباب على حد سواء.

طبيب خالدة