طبول الحرب تقرع بين وزير الصناعة الصيدلانية ونقابة الباحثين الاستشفائيين والجامعيين
الاولى الحــدث

طبول الحرب تقرع بين وزير الصناعة الصيدلانية ونقابة الباحثين الاستشفائيين والجامعيين

نددت النقابة الوطنية للباحثين الاستشفائيين والجامعيين بتصريح علي عون، وزير الصناعة الصيدلانية، الذي هدد الأساتذة رؤساء الأقسام الطبية بالمتابعات القضائية بسبب تقييمهم للوضع الصحي بخصوص ندرة بعض الأدوية الخاصة بالتكفل بصغار مرضى السرطان، واصفة ما جاء على لسانه بـ “التصريحات المذهلة وغير المقبولة” في حق أساتذة الطب، معتبرة إياها “مساسا بكرامتهم”.

ذكّرت النقابة الوطنية للباحثين الاستشفائيين والجامعيين، في بيان لها أمس تحوز “السلام اليوم” على نسخة منه، بتصريحات وزير الصناعة الصيدلانية، حول ندرة الأدوية الموجهة لعلاج صغار مرضى السرطان، حيث قال: “هناك تهويل لا تفسير له من طرف بعض أساتذة الطب المسؤولين على أقسام الأنكولوجيا بخصوص ما وصف بندرة الأدوية الموجهة لعلاج صغار مرضى السرطان”، متسائلا عن الهدف من هذه التصريحات التي وصفها بـ “المغرضة”، مشيرا إلى أنه من ضمن 121 دواء تشمله فئة الأدوية الموجهة لعلاج صغار مرضى السرطان، هناك تذبذب في توفر 5 إلى 6 أدوية لا غير، متسائلا بالتالي عن الهدف من وراء تصريحات بعض مسؤولي الأنكولوجيا الذين أعلنوا بأن “أطفالنا يموتون”، وأكد في هذا الصدد بأنه لن يسمح من الآن فصاعدا بمثل هذه التصريحات، وأن العدالة هي التي ستفصل في هذه الأمور.

هذا، ونددت النقابة الوطنية للباحثين الاستشفائيين والجامعيين، في بيانها بتصريحات الوزير السالفة الذكر، وأشارت إلى أنه بعد أكثر من سنتين من الصراع مع جائحة كوفيد- 19، والتي كان خلالها ممارسو الصحة من مختلف الاختصاصات في مواجهة شرسة لهذا الفيروس “وجدنا أنفسنا بعد هذه الحرب الشرسة، ونحن نواجه بقايا آثارها النفسية، أمام تصريحات مثيرة وغير مقبولة لوزير الصناعة الصيدلانية الذي اعتمد سياسة التخويف تجاه الأساتذة رؤساء الأقسام الطبية، مهددا إياهم بالمتابعات القضائية، رغم أن ما قاموا به ليس إلا تقييما للوضع السائد بخصوص ندرة بعض الأدوية الأساسية لعلاج مرضى الجزائر” – يضيف المصدر ذاته.

يُذكــر أن ما أثار غضب وزير الصناعة الصيدلانية، هو تصريحات أساتذة الطب الذين ذهب البعض منهم إلى القول بأن “أطفالنا يموتون بسبب انقطاع أدوية علاج السرطان”، ليندد بذلك ويعلن عن فتح تحقيق حول هذه التصريحات، على أن يتحمّل كل واحد مسؤوليته، مشيرا إلى أنه سبق أن فتحت وزارة الصناعة الصيدلانية، بالتنسيق مع وزارة الصحة، تحقيقا على مستوى صيدلية مركز مكافحة السرطان “بيار وماري كوري” بالجزائر العاصمة، الذي أكدت المسؤولة عليه لوسائل الإعلام عدم وفرة الأدوية، “لنجد أن كل الأدوية التي تحدثت عن ندرتها متوفرة” – يقول الوزير عون – الذي تساءل عن الهدف من وراء هذه الادعاءات التي صرح “بأن هناك قراءة أخرى لها”، مشيرا إلى أن العدالة وحدها التي ستفصل في الأمر، ما جعل النقابة الوطنية للباحثين الاستشفائيين والجامعيين تعلن أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه التصريحات التي تمس بكرامة ومكانة البروفيسور رئيس القسم الطبي، مشيرة إلى أنه “حتى وإن رأى الوزير أن هذه التصريحات مشهرة لا غير، فهناك عدالة جزائرية وحدها المسؤولة عن الفصل في الأمر” – حسبما جاء في بيان النقابة.