أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطاف، أمس، بنيويورك أن الجزائر اليوم تخطو خطواتٍ ثابتة ورصينة على النهج القويم الذي أرساه رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لتقوية الاستقرار السياسي والمؤسساتي للبلاد، ولبناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع ينهي التبعية لقطاع المحروقات، ولتعزيز الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية كمبدأ ثابت، وكإرث راسخ من إرث ثورتنا التحريرية.
وأضاف عطاف في كلمته التي ألقاها خلال أشغال النقاش العام للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن هذا النهج أُولَى ثِمارِهِ بتكريس أمن واستقرار البلاد وترسيخ مسارها الديمقراطي، لاسيما خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
في هذا السياق جدد عطاف التزام الجزائر الذي يَحْذُوها على الصعيد القاري بمواصلة مساعيها وجهودها الرامية لإقامة شراكةٍ متوازنة ونافعة وهادفة في جوارها في الساحل الصحراوي وهي المنطقة التي تعيش أوضاعاً هشة من جراء ما تعانيه دولُ هذا الفضاء من تفاقم الاضطرابات السياسية.
الجزائر لن ترد على اللغة المنحطة إلا بلغةٍ مؤدبةٍ راقية
وأمام هذه الأوضاع، فإن الجزائر تُجدد تضامُنَها المطلق مع كافة دولِ وشعوب منطقة الساحل الصحراوي، مؤكدةً على قناعتِها الراسخة أَنَّ أمنَها واستقرارَها ورفاهَها جزءٌ لا يتجزأ من أمنِ واستقرارِ ورفاهِ جوارِها وفضاءِ انتمائِها الإفريقي.
وقال عطاف: ” لقد تَفَوَّهَ مُمثلُ دولةٍ من هذا الفضاء وتجرّأَ على بلدي بكلامٍ وضيعٍ لا يليقُ البتة بوقارِ مقامٍ كهذا، ولا يصحُّ البتة مُجاراتُه في الاندفاع اللفظي التَّافِهِ والدَّنِيء. إن مثل هذه اللغةِ المُنحطة قليلةُ الأدب لن يَرُدَّ عليها بلدي إلا بلغةٍ مؤدبةٍ راقية، وهي اللغة التي تعكس بصدق وفاءَه وإخلاصَه لِمَا يَجْمَعُهُ بِدُوَلِ وَشُعُوبِ المِنْطَقَة من رَوَابِطَ مُتجذرة لا تَتَأَثَّرُ ولا تَهْتَزُّ بالعوامل الظرفية العابرة، على سُوئِها وعلى رَدَاءَةِ من يقفون وراء إذكائها.
فيما يتعلق بتطورات الأوضاع في جوارها الإقليمي، قال وزير الخارجية إن قناعة الجزائر تبقى راسخةً من أن مقارعةَ التحدياتِ المُتَشَعِّبَة التي تُواجهها دول وشعوب المنطقة تتطلبُ دعماً دولياً والتفافاً عالمياً لرفع مختلف الرهانات التي ترمي بثُقلها في عمومِ فضاء انتمائنا الإفريقي.
الحقوق المشروعة للشعب الصحراوي ستجد طريقها للنفاذ عاجلاً أم آجلا
وفي ذات الفضاء، تتطلع الجزائر إلى تصفية الاستعمار تصفيةً نهائية، وذلك عبر طي آخر صفحة من صفحاتِه التي لا تزال، وللأسف، ماثلةً أمامنا على أرض الصحراء الغربية. فَلِلأمين العام للأمم المتحدة وَلِمَبعوثِه الشخصي كُلُّ الدَّعمِ والسَّنَدْ منا نَظِيرَ جُهودِهم الرامية لتمكين طرفي النزاع، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو، من استئناف مسار المفاوضات المباشرة بهدف الوصول إلى حل سياسي يضمن للشعب الصحراوي ممارسةَ حقه غير القابل للتصرف أو التقادم في تقرير مصيره.
وأضاف:” ولمن يراهنُ على تكريس الأمر الواقع الاستعماري بربح الوقت وتزييف المعطيات الدامغة وتكثيف المناورات اليائسة لصرف الأنظار عما هو ثابتٌ وجلي، فإننا نؤكد أن ظاهرة الاستعمار مآلها الزوال طال الزمانُ أم قَصُرْ، وبأن الحقوق الشرعية والمشروعة للشعب الصحراوي ستجد طريقها للنفاذ عاجلاً أم آجلا.
محمد/ك