استلمت أمس “السلام اليوم” نسخة من الحوار الذي أجراه الجنرال دومينيك ديلاوارد، الرئيس السابق لمكتب الأحوال-الاستخبارات والحرب الإلكترونية في الجيش الفرنسي مع الإعلامي والكاتب “جيل مينيي”. ودار الحوار حول مستجدات الحرب في فلسطين وما يمكن أن نتوقعه في الساعات والأسابيع والأشهر القادمة.
الحوار ذا أهمية لأنه يستند إلى خبرة رجل معتدل في انتقاده، مبصر لما كان بالأمس وملم بمؤشرات ما سيكون عليه الغد.
بداية وردا على سؤال: هل تقاعست إسرائيل في الرد لترك كتائب حماس تقتل المزيد وترهن أكثر لسياسة ما؟
يقول الجنرال دومينيك ديلاوارد: “لا أستطيع تأكيد هذا السيناريو دون وجود أدلة كافية وقوية للغاية ولا تقبل الجدل، ولذلك سأقتصر على الاعتراف بأن هذا السيناريو ليس معقولا فحسب، بل محتملا أيضا، كما نشرته الصحف الإسرائيلية وتم تناوله في عدة دول.
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يواجه صعوبة كبيرة بشأن مشروعه لإصلاح العدالة ومشاكله الشخصية مع النظام القضائي في بلاده. كان الشعب الإسرائيلي منقسما بشدة في بداية أكتوبر 2023 ولا شيء يساوي أن يجد نتنياهو لشعبه خوفا كبيرا وحربا صغيرة لاستعادة وحدة البلاد في مواجهة عدو مشترك، خاصة عندما نعرف الشخصية المتشددة لنتنياهو”.
وردا على سؤال: ما هي في رأيك العواقب بالنسبة للشرق الأوسط والعالم جراء هذا الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل؟
يقول الجنرال دومينيك ديلاوارد أنه “من الصعب وربما من السابق لأوانه إجراء جرد شامل للساحة.
فمن المرجح أن يأتي الدعم المالي والعسكري الأمريكي لإسرائيل على حساب دعم أوكرانيا، وكعادتهم، سوف يحذو الأوروبيون حذو سيدتهم الأمريكية، وبالتالي فإن تطور ميزان القوى ضد أوكرانيا من شأنه أن يعجل ويسهل انتصار روسيا العسكري عندما ترى أن اللحظة مناسبة. في رأيي، لن يحدث الإعلان عن انتصار روسيا قبل صيف 2024 لتوقيع معاهدة سلام بعد الاستسلام غير المشروط لأوكرانيا.
ومن الناحية الاقتصادية، يمكن أن يتأثر مستوى إنتاج الطاقة وتسليمها (الغاز والنفط)، لا سيما أن دول الخليج وروسيا قلقة للغاية إزاء الأزمة الإسرائيلية – الفلسطينية، لكنها تملك مفاتيح إمدادات الطاقة العالمية، وسوف تقرر معا مسار العمل الذي يجب اتخاذه بناءً على تطور الأحداث في فلسطين وما حولها. ولا نستطيع أن نستبعد حدوث أزمة طاقة بالنسبة للغرب، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى تراجع مكانة أوروبا في التسلسل الهرمي الاقتصادي العالمي.
ثم إن موقف مجموعة البريكس بشأن المشكلة الفلسطينية يتلخص بوضوح في حل الدولتين ضمن حدود عام 1967. وقد تم التأكيد على هذا الموقف عدة مرات في الإعلانات الختامية التي اختتمت قمم البريكس السنوية منذ عام 2008. وقد اعترفت جميع دول البريكس بأهمية حل الدولتين ضمن حدود عام 1967، كما اعترف الجميع بالدولة الفلسطينية ضمن حدود عام 1967 في الأمم المتحدة. وعلى المستوى الإعلامي، فإن الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، الذي يشكل عظمة جديدة ينبغي على الكلاب عضها، ومن شأنه أن يزيد من تقليص التركيز على أوكرانيا.
أما على المستوى الجيو-سياسي، فينبغي لنا أن نرى دبلوماسيات التعددية القطبية تفرض نفسها بقوة، باعتبارها أكثر حيادية خارج حلف شمال الأطلسي، في مواجهة الدبلوماسية المتهرئة للغرب الخاضع للهيمنة الإسرائيلية – الأمريكية. إذ أصبحوا وكلاء لهم مع مرور الوقت”.
فيصل. أ