غابة ايعكورن.. الوجه الآخر للسياحة في عاصمة جرجرة
وطني

غابة ايعكورن.. الوجه الآخر للسياحة في عاصمة جرجرة

تشتهر ولاية تيزي وزو بعديد المناطق السياحية والمناظر الخلابة، التي تفننت الطبيعة بصنع أجمل صورها كأنها ألواح فنية امتزجت فيها الألوان وتداولت عليها الفصول الأربعة بخصائصها، لتمتع الزائر وهواة الاستكشاف الذين يجدون ضالتهم في منطقة القبائل التي تزاوجت فيها السياحة الجبلية بالشواطئ والسياحة الغابية، ما جعل منها قبلة للسياح من مختلف ربوع الوطن وخارجه.

تعد غابة إيعكورن إحدى الفضاءات السياحية التي تستقطب على مدار السنة ألاف السياح الذين يجدون أنفسهم مرغمين على زيارتها، والاستمتاع بأوقاتهم بعيدا عن ضجيج وازدحام المدينة، وهروبا من الحرارة التي تشهدها مختلف مناطق ولاية تيزي وزو، حيث تعرف هذه المنطقة بهوائها العليل والمنعش، وانخفاض درجات الحرارة وسط تلك الأشجار العالية التي تلامس السماء وتخفي أشعة الشمس من الوصول إلى أرجاء الغابة الواسعة التي تحولت إلى الوجهة المفضلة للعائلات التي تقصدها من أجل قضاء أوقات للراحة والاستمتاع بجمالها الصاخب والساحر.

 غابة ايعكورن..  فرصة للاستكشاف والراحة

يتوسط غابة ايعكرون الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين تيزي وزو وبجاية، ما يجعله مكتظا بمختلف المركبات ولا تتوقف فيه حركة السير ليلا ونهارا، والمارون من المكان لا يشعرون بالملل بالرغم من طول المسافة وتعب السير، حيث يستمتعون بتلك المناظر الطبيعية الخلابة وانتعاش الهواء الذي لا يجدونه إلا بالمكان، وهذا ما ينسيهم عناء الطريق والتعب، خاصة وأنهم يعتبرونه مكان استراحتهم وأخذ قيلولة من الراحة وسط تلك الأشجار العالية وزرقة السماء، ناهيك عن المساحة الشاسعة داخل الغابة، والتي يجدها الزائرون فرصة للاستكشاف واتخاذ مكان للاستراحة فيها، وهم يرتشفون القهوة أو يتناولون وجبة من الطعام، برفقة قردة الماغو التي تزاحمهم في طعامهم والتي سكنت المكان واتخذته موطنا لها، وهذا ما يزيد من روعة الغابة، حيث يقف الزائرون مطولا لمراقبة تلك القردة، وهي تنتقل من شجرة إلى أخرى وسط ضحكات الأطفال الذين يحاولون عبثا الإمساك بها، ولكن سرعة تنقلها وابتعادها عنهم تحول دون ذلك.

 التحف التقليدية تزيد من سحر غابة ايعكورن

ما زاد من جمال هذه الغابة تلك الأواني الفخارية والجبات القبائلية المعروضة على أطراف الطريق المؤدي إليها، والتي أعطت الطابع الحقيقي لمنطقة القبائل، لتتحول إلى فضاء لبيع هذه التحف التقليدية التي يتنافس الزوار على اقتنائها وحملها معهم كتذكار من هذه المنطقة الجميلة التي أنستهم الروتين اليومي الذي يعيشونه، وسط الازدحام وضوضاء المدينة، ليجدوا ضالتهم بالغابة التي تعتبر قبلة سياحية بامتياز، وتشهد إقبالا منقطع النظير للزوار والسياح.

ولم يشفع جمال غابة ايعكورن التي تحوي على معالم سياحية هامة، بأن تكون ضمن الصدارة للاهتمام بها أكثر وتدعيمها بمختلف المرافق الترفيهية التي من شأنها أن تنعش السياحة بالولاية، خاصة الفنادق التي من شأنها أن توفر المبيت للعائلات التي تقصد المكان من ولايات بعيدة، ولأن وجود هذه المرافق الفندقية من شأنه أن ينهي مشكلة المبيت وتوفير أماكن للإقامة تساعد على مكوث السياح لمدة أطول، وبالتالي تعزيز السياحة بالمنطقة، وحاليا تتوفر المنطقة على فندق واحد فقط، فالمناظر الخلابة لغابة ايعكورن التي ذاع صيتها وسط الزوار، جعلتها حلم كل شخص من أجل زيارتها والتمتع بمناظرها الرائعة، ناهيك عن إلتقاط الصور التذكارية خلال جولتهم وتوغلهم وسط الأشجار، إلى جانب المتعة والفرجة التي يجدها الأطفال الذين يتفاجأون ببعض الحيوانات التي يرونها لأول مرة بالمكان حيث يتسارعون لركوبها والتقاط الصور معها، كلها عوامل تحقق الراحة والاستجمام للعائلات التي تكرر زيارتها للمكان في أكثر من مناسبة وعلى مدار السنة.

طبيب خالدة