يعتبر الاقتصاد الأخضر مهم وضروري لدعم الاقتصاد الوطني، خاصة في ظل اعتماد الجزائر الكبير على النفط، حيث تعتمد الحكومة على المؤسسات الناشئة والمقاولاتية في النهوض بالمجال، بالإضافة إلى توفير بيئة حاضنة تعزز إمكانيات الشباب وتساهم في بناء اقتصاد مستدام وقوي، وهذا ما أكده أحمد فيصل الورقلي رئيس الاتحاد العام للشباب الجزائري في تصريح خص به جريدة “السلام اليوم”.
أهمية الاقتصاد الأخضر في دعم الاقتصاد الوطني
الاقتصاد الأخضر أصبح ضرورة ملحة لدعم الاقتصاد الوطنيفي ظل التحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة، حيث يتطلب الوقت الحالي انتقالا جذريا نحو نماذج اقتصادية مستدامة تضمن الحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز النمو الاقتصادي، ونحن كدولة تعتمد بشكل رئيسي على القطاعات النفطية، تواجه تحديات كبيرة تتعلق بتقلبات أسعار النفط وتأثيرات التغير المناخي، لذا، فإن تبني سياسات اقتصادية جديدة تشكل خطوة أساسية نحو تحقيق الاستدامة وتنوع مصادر الدخل، كما يعتبر الاقتصاد الأخضر بديلا فعالا لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يعتمد على تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل النفايات والانبعاثات الضارة، من خلال تعزيز الاستثمارات في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، يمكن للجزائر تقليل اعتمادها على النفط وتحقيق نمو اقتصادي مستدام، يظهر هذا التوجه أهمية التنوع الاقتصادي، حيث يمكن أن تساهم القطاعات الخضراء في خلق فرص عمل جديدة وتعزيز الابتكار.
ريادة الأعمال لدى الشباب أمر ضروري
يعتبر الشباب محركا رئيسيا لأي اقتصاد متطور، ولهذا فإن تعزيز ريادة الأعمال بينهم يعد أمرا بالغ الأهمية. في هذا السياق، أشارت الاتفاقيات الحديثة إلى دور الاتحاد في تحويل الشباب من مجرد طالبي عمل إلى صانعي ثروة. الجزائر، التي تضم أكثر من 1.7 مليون طالب جامعي، تمثل خزانا هائلا من الطاقات القابلة للاستثمار، من خلال توفير الدعم والتوجيه، يمكن تحفيز الشباب على استغلال مهاراتهم وتحويل أفكارهم إلى مشاريع فعلية.
أسبوع المقاولاتية.. منصة لتعزيز المبادرات الشبابية
يعدأسبوع المقاولاتيةالذي نظمته وزارة المؤسسات الناشئة والمصغرة فرصة مثالية لتشجيع الشباب على دخول عالم المقاولاتية،حيثتساهم هذه الفعالية في خلق بيئة حاضنة تتيح لهم تبادل الأفكار والخبرات، وهي فكرة نشأت من رؤية الجزائر الجديدة، حيث يسعى الشباب لتحويل أفكارهم إلىمشاريع ناجحة، كمايعد دعم المشاريع الصغيرة عاملاأساسيا في تعزيز الاقتصاد الوطني، وهو ما يعكس أهمية الابتكار والريادة.
أهمية الحوار في دعم الشركات الناشئة
تواجه الشركات الناشئة في الجزائر العديد من التحديات، مما يستدعي ضرورة تبني سياسة حوارية شاملة تشمل جميع الأطراف المعنية، حيث تبرزهذه الشركات أن النجاح يعتمد على التعاون بين الشباب والخبراء والمستثمرين، حيث يمكن للحوار أن يقدم حلولا فعالة للتحديات التي تواجهها هذه الشركات ويعزز من فرص نجاحها، بالإضافة إلى ذلك، فإن خلق شراكات استراتيجية بين القطاعين العام والخاص يساهم في توفير الموارد والدعم الفني اللازم لهذه المشاريع.
النماذج الناجحة..إلهام كبير للشباب
تسليط الضوء على النماذج الناجحة من المشاريع يمكن أن يكون مصدر إلهام كبير للشباب، عندما يرون أمثلة حية لأشخاص من نفس مجتمعهم قد نجحوا في تحقيق أفكارهم، فإنهم يشعرون بالقدرة على الابتكار والتحول من التفكير التقليدي إلى إنشاء مشاريعهم الخاصة، كما أن دعم هذه النماذج يعزز من فرص نجاحها ويشجع الآخرين على الاقتداء بها.
مشاكل الشركات الناشئة وسبل التغلب عليها
على الرغم من التقدم المحرز في دعم الشركات الناشئة، إلا أن التحديات والصعوبات التي تواجه هذه الشركات لا تزال قائمة،حيث يجب تسريع وتيرة العمل وزيادة الموارد اللازمة، من المهم أن يكون هناك حوار مستمر بين المعنيين في هذا القطاع لتقديم حلول فعالة ومستدامة، ومن الضروري أيضا تعزيز ثقافة التحمل للمخاطر بين الشباب وتشجيعهم على مواجهة التحديات بروح إيجابية.
دعم الشباب في تحقيق الطموحات
يعتبر دعم الشباب وتوفير بيئة حاضنة تساعد الشباب على تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتنفيذالتزام جماعي بغية تعزيز ريادة الأعمال، كما أن تحفيزهم على دخول عالم الشركات الناشئة يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية ويعكس إرادة الحركة نحو بناء اقتصاد وطني قوي، كما أن الاستثمار في مهارات الشباب وتوضيح أهمية الاقتصاد الأخضر لهم يمكن أن يساهم في تحسين جودة الحياة وتحقيق التنمية المستدامة.
كما أن الجزائر تمتلك الطاقات والقدرات اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، ويتعين على جميع الأطراف المعنية العمل معا لدعم الشباب وتمكينهم من تحقيق أحلامهم، من خلال تعزيز الحوار وتوفير الموارد اللازمة، يمكن للشباب أن يكونوا جزءا لا يتجزأ من عملية التحول الاقتصادي نحو اقتصاد أخضر ومستدام وبناء مستقبل مشرق للاقتصاد الوطني.
شيماء بوكرشة