ما علاقة النفاق بالرياضة؟
رياضي ملحق

ما علاقة النفاق بالرياضة؟

لا شك أن متتبعي الرياضة الجزائرية وخاصة كرة القدم سمعوا في الفترة الأخيرة مصطلحا جديدا في القاموس العربي لا وجود له في الأمس القريب، هذا المصطلح خلقته وسائل الإعلام وأصبحت تروّج له وكأنها اكتشفت كوكبا جديدا يدور خارج المجرة… إنه مصطلح النفاق الرياضي الذي ما فتئوا يتكلمون عنه مع أن لا أحد قبلهم تكلم هكذا!… فما علاقة النفاق بالرياضة؟ هذا المصطلح الخاطئ والذي لا تعريف له، جرّ العديد من الزملاء الصحفيين إلى تبنّي هذه الفكرة وأصبحوا يكتبون عن النفاق الرياضي، ويقولون أن كرتنا مريضة بهذا الداء الذي يستوجب القضاء عليه من الآن، لكن ما لا يعلمه الجميع هو أن من يستعملون هذا المصطلح ربطوا مصطلحين لا يلتقيان مثل خطين متوازيين، فكيف للنفاق أن يصبح عنصرا من عناصر الرياضة مع أن هذه الأخيرة مفهومها واضح وخال من مثل هذه الأمور؟ أليست الرياضة مفهوما لكل ما هو جميل ويشجّع المرء على ممارستها؟ أليست الرياضة بريئة من مثل هذه الأفعال التي لا تمت بصلة لها؟ أليس ربط النفاق بالرياضة كربط الشرق بالغرب والقول “الشرق الغربي”؟. أتذكر يوم ربط زملاؤنا مصطلح النفاق الرياضي بما حدث ذات يوم في أكتوبر 2018، بين رئيس وفاق سطيف حسان حمّار ورئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي، حينها أقسم الأول بأغلظ الأيمان أنه لن يسمح بتنقل أي مسؤول من الفيدرالية مع فريقه إلى القاهرة لما واجه النسر الأسود الأهلي المصري، لكن حضور زطشي شخصيا جعل الرجل الأول في بيت الوفاق يتنازل عما قاله من قبل ويستقبل الوفد الفيدرالي، وعوض أن يتحدث الإعلام عن عودة الأمور إلى نصابها بين الرجلين، راح يتحدث عن تناقض حمّار مع تصريحاته وكأن البعض يريد أن تدوم هذه “العداوة” لغاية في نفس يعقوب!!!… أليس هذا هو النفاق بأم عينيه؟ أليس من الأصح أن يتكلم إعلامنا عن مبادرة الصلح التي جرت قبل التقاء الرجلين وتصالحهما؟ أم أن في ذلك خسارة مادة دسمة تملأ بها فراغها لفترة من الزمن؟ هذا المنطق “المقلوب” غير مقبول، فقبل إصلاح المنظومة الكروية في بلادنا وجب إصلاح بعض الأمور التي تساهم نظريا في تطوير الرياضة، إذ أصبحت تدبر وتخلق صفات ومصطلحات لا معنى لها، والخاسر الأكبر فيها هو الإعلام ذاته قبل الرياضة التي يعلم
الجميع أنها بريئة من النفاق.