متنافسون على التماس والمباراة مؤجلة!
الـريـاضـة الاولى

متنافسون على التماس والمباراة مؤجلة!

في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أعلنت لجنة الترشح لانتخابات الاتحاد الجزائري لكرة القدم تأجيل موعد الكشف عن القائمة الرسمية للمتسابقين إلى كرسي الرئاسة، وجاء القرار بعد تخلف المترشحين الأربعة عن إتمام الإجراءات القانونية المطلوبة في الآجال المحددة، وهم عبد الكريم مدوار، وليد صادي، مزيان إيغيل وقدور ضيف.

ولم يسبق للاتحاد الجزائري لكرة القدم أن عاش مثل هذه الحالة، المتمثلة في عدم القدرة على انتخاب رئيس له لتجاوز أزمة شغور السلطة، وحتى وإن كان تاريخ الهيئة المسيرة لكرة القدم الوطنية قد عرف الكثير من الصراعات والأزمات الداخلية، إلا أنه تمكن في كل مرة من إنقاذ الموقف، ولا يخفى على أحد أن ما حدث هذه المرة قد خدش صورة الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي ليس في حاجة لمثل هذه المواقف الحرجة، والتي تؤثر عليه سلبا وتمس بمصداقيته لدى كل شركائه من أندية وهيئات رياضية محلية ودولية.

 مترشحون يبحثون عن مكتب فيدرالي

ويبدو من الواضح أن السبب المباشر لتأجيل موعد إيداع الملفات بأسبوع كامل وإعطاء فرصة جديدة للمترشحين، جاء بعد أن تعذر على المتقدمين الأربعة للانتخابات إيداع ملفات كاملة للفريق الذي سيشكل مكتبهم الفيدرالي، ومن الواضح أن بعض القوائم المقدمة للجنة الترشح حملت أسماء غير مستوفية للشروط المطلوبة من خبرة ومستوى تعليمي، وربما أشياء أخرى، وهنا يطرح السؤال نفسه: ألم يكن رؤوس القوائم على علم بالنقائص الموجودة، أم أنهم بحثوا في صفوف الجمعية العامة ولم يجدوا؟ وفي كلا الحالتين، فإن ذلك يدل على وهن وضعف معشعشين في محيط الكرة الجزائرية على مختلف مستوياتها.

أربعة متسابقين لعهدة مبتورة

المتتبع لمسار الاتحاد الجزائري لكرة القدم يدرك بدون شك أن السباق إلى الرئاسة لم يعرف ترشح أكثر من متنافسين، بل كان في بعض المناسبات بمترشح واحد كما حدث مع محمد روراوة في العهدة الثانية وخير الدين زطشي عام 2017، لما تقدم وحيدا في الجمعية الانتخابية.

ويبدو أن ما حدث في الاتحاد الجزائري لكرة القدم هذه المرة من هزات، شجع الكثير على التفكير في رئاسة الهيئة الكروية، وهو ما يفسر ربما تلقي لجنة الترشيحات أربعة ملفات، كما أن غياب مترشح بارز على الساحة الكروية فسح المجال لمجموعة من الأسماء لدخول السباق بنفس العزيمة ونفس القناعات، أما الأمر الذي بات محيرا في هذه المسألة، فهو دون شك التنافس على عهدة مجنونة ومبتورة، قد تكون بمثابة الهدية المسمومة لصاحبها.

 

أبناء الاتحاد يحالون العودة إلى البيت

 إذا استثنينا المترشح قدور ضيف، يعتبر الثلاثي إيغيل، صادي ومدوار المشارك في سباق الرئاسة من أبناء الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليس غريبا عنهم جميعا الخوض في معركة يعرفون تفاصيلها جيدا، فمزيان إيغيل يعد أكثرهم تجربة مع الكرة الجزائرية، إذ كان لاعبا ورئيسا ومدربا ومديرا فنيا وحتى إداريا للمنتخب الوطني، وها هو يريد اليوم منصب الرئاسة لإنهاء مشوار رياضي حافل ما في ذلك شك.

أما عبد الكريم مدوار، فيعد أيضا شخصية معروفة كرئيس ناد سابق، قبل أن يرتقي لرئاسة الرابطة المحترفة، وهو كذلك مترشح له وزنه بحكم علاقاته مع الرابطات والأندية، أما وليد صادي فهو- عكس ما يقال عنه- ليس بالرجل الغريب عن محيط الكرة الوطنية، فهو ذو تجربة مع نادي وفاق سطيف والمنتخب الوطني لما كان يعمل إلى جانب الرئيس محمد روراوة، وإذا كان صادي يدخل السباق في مواجهة منافسين شريسين، إلا أنه قد يكون مفاجأة الجمعية الانتخابية المقبلة.

الكل يتحدث عن التغيير والحكم هو الميدان

وكما جرت عليه العادة، يتحدث كل المترشحين عن ”التغيير ولم الشمل” وإصلاح ما أفسده السابقون، وهذا كلام جميل دون شك، لكن التجربة أثبتت أن الواقع شيء آخر تماما، ويدرك المتسابقون إلى رئاسة الاتحاد أن الوضع على مستوى هذا الأخير صعب ومعقد، فبعض المعلومات المستقاة من محيط الهيئة الكروية الوطنية تتحدث عن شح الخزينة وصعوبات مالية حادة، كما أن التغيير الحقيقي يكمن في إحداث قطيعة مع سلوكات أضرت بالكرة الجزائرية التي باتت- مع شديد الأسف- في وضعية لا تحسد عليها، فالتمويل، التكوين، الاحتراف، الديون وغيرها من الملفات تراكمت على مكاتب الرؤساء السابقين، فبات مصيرها التأجيل والنسيان حتى، فهل من منقذ يا ترى؟

 

أحفيظ فضيل