” هكذا أدى السرد الإخباري المناهض لروسيا إلى نتائج عكسية مع الأفارقة…”
الاولى الحــدث

” هكذا أدى السرد الإخباري المناهض لروسيا إلى نتائج عكسية مع الأفارقة…”

ركز الإعلام الغربي بشكل ملفت على الأخبار المغلوطة التي ليست في صالح روسيا وبوتين في إفريقيا قصد تأليب الأفارقة على رجل الكريملن. ولكن منذ بداية الحرب في أوكرانيا زادت مكانة روسيا بشكل واضح وعلى عكس ذلك اسودت صورة الغرب في أعين الأفارقة. فإلى ماذا نرد هذا وكيف نفسره؟

يجيبنا الإعلامي فرديناند ديتنغو مبومي، وهو صحفي غابوني متخصص في العلاقات الروسية –الإفريقية: “لقد عرفنا منذ بداية الحرب في أوكرانيا أن الصحافة الغربية والفرنسية والأنجلوسكسونية، على وجه الخصوص، قد وضعت الأخبار السليمة وراء ظهرها، ولم تكشف إلا عن تلك التي تظهر الروس في صورة بشعة، في حين أن الأوكرانيين هم الطيبون الأخيار وضحايا الحرب الظالمة.  ولم تنبس الصحافة الغربية ببنت شفة عن اللعبة الاستراتيجية التي لعبت في الخفاء لسنوات ضد موسكو؛ ولم تنبس ببنت شفة عن حلف شمال الأطلسي، الذي “نفخ” كييف ضد جارتها.

“نعلم جميعًا أنه في أوقات الحرب، لم تعد الأخبار الصحيحة هي التي لها الأسبقية، بل دعاية الحرب هي التي لها قصب السبق دائما.

 

“منذ انعقاد القمة الروسية -الإفريقية الأولى في سوتشي في أكتوبر 2019، أعرب الجانبان عن استعدادهما لإقامة حوار جديد أكثر واقعية في العديد من مجالات تعاونهما.

“يجب أن أؤكد هنا أن موسكو نجحت في رهانها، حيث جمعت حول هذا الاجتماع كل رؤساء الدول والحكومات الإفريقية تقريبًا. لذا، يبدو لي أن العلاقات بين إفريقيا وروسيا تسير على ما يرام ولا تعاني من أي غموض. وتخطط موسكو لأن تكون شريكًا أساسيًا لإفريقيا في السنوات المقبلة.

“ومن صور هذا التشبث الإفريقي بالحليف الروسي التصويت على قرار في الأمم المتحدة في 2 مارس 2022 ضد الحرب في أوكرانيا الذي لم يكشف لنا عن بعض العواقب في دعم الدول الإفريقية لروسيا فحسب فقد امتنعت أكثر الدول عن التصويت ضد روسيا، من بينها الجزائر، أو لم تشارك في التصويت. بالرغم من أن هذا التصويت أظهر مرة أخرى انقسامات إفريقيا.

“أما بالنسبة للتحالفات بين الأوروبيين والأمريكيين، فيؤسفني أولاً أن أشير إلى أن الغرب عموماً لم يبذل أي جهد لتجنب هذه الحرب؛ بل على العكس من ذلك، فإن أولئك الذين كان من المفترض أن يمارسوا الضغوط على كييف لتنفيذ اتفاق مينسك لم يعملوا إلا على تأجيج النيران، واستغلال الحكومات الأوكرانية المختلفة كأداة.

ولكن هذه كلها أمور فهمها الأفارقة ـ أعني الشعوب الإفريقية- وكل ما يحدث اليوم في الساحل وفي إفريقيا عموما يسير بحسب هذه القناعة الإفريقية.

-أ.ف