تقديم مبادرة بعث خزانة مولاي العباس الرقاني بولاية أدرار
إسلاميات

تقديم مبادرة بعث خزانة مولاي العباس الرقاني بولاية أدرار

بعد عملية الحرق التي تعرضت لها خزانة الرقاني ببلدية بودة بولاية أدرار، وإطلاق أساتذة جامعيين وأكاديميين وباحثين ودور نشر مبادرة بعث الخزانة، كانت وزارة الشؤون الدينية ودار الكتاب العربي وكذا المكتبة الوطنية الجزائرية في مقدمة المبادرين لعملية بعث وإحياء الخزانة من جديد، وكانت خزانة الشيخ مولاي العباس بن مولاي عبد الله بن مولاي عبد المالك الرقاني بقصر بني وازل بلدية بودة ولاية أدرار تعرضت لعملية حرق بتاريخ الأحد 22 آوت 2021 صباحا والذي جاء على كل مستلزمات الخزانة من مخطوطات ووثائق، وكتب مطبوعة، إضافة إلى بعض المستلزمات المكتبية، والالكترونية من أجهزة إعلام آلي وسكانير وآلة تصوير وغيرها من الأدوات المكملة لعملية البحث، والتي كانت كلها في خدمة  الباحثين والزوار، حيث رجحت بعض المصادر أن عملية الحرق قد تكون بفعل فاعل، سعى بعض الخيرين الغيورين على الوطن وتراثه (من هيئات وطنية، وإعلاميين، ودكاترة جامعيين، وطلبة باحثين، ومديري دور نشر ومكتبات وطنية، ونشطاء جمعاويين وفاعلين خيرين) إلى تأسيس مبادرة خيرية لإحياء وبعث الخزانة من جديد  وفي أسرع وقت ممكن تحت شعار مبادرة: “ومن أحياها فكأنما أحيا التراث جميعا “بقصد إعادة بعث وإحياء خزانة المخطوطات مولاي العباس الرقاني بولاية أدرار، وذلك بجمع ما تم تصويره أو رقمنته من مخطوطات ووثائق الخزانة سابقا من طرف الباحثين وجميع زوار الخزانة، إضافة إلى تدعيمها بما تيَسر من مخطوطات مرقمنة وكتب علمية مطبوعة وبعض المستلزمات المكتبية، وكان لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف ممثلة في معالي الوزير الدكتور يوسف بلمهدي السبق في تلبية الدعوة وإهداء الخزانة المكتبة الشاملة للمطبوعات التي أشرفت عليها الوزارة وهي تضم أزيد من 770 كتابا مقسمة على 157عنوانا وقد حرص الوزير شخصيا على تسليم الهدية للقائمين على المبادرة التضامنية حرصا منه على إحياء وتشجيع المكتبات الخاصة وفتحها أما طلبة العلم لتكون معينا صافيا ينهل منه رواد العلم والمعرفة في كل الأزمنة والأوقات، ولتكون لهم صمام أمان في وجه كل التيارات الشاردة والواردة، وتلقت الخزانة بحر خلال هذه الأيام أيضا هبة تبرعية مهمة من قبل دار الكتاب العربي في الجزائر وقد أشرف على تسليمها للقائمين على مبادرة إحياء وبعث الخزانة السيد مهند الجهماني مدير الدار ورئيس المنظمة الوطنية للناشرين الجزائريين، و تمثلت الهدية في 250عنوانا موزعة على ما يقارب 600 كتاب، كما كان للسيد مهند الجهماني مدير الدار دورا بارزا في الترويج للمبادرة والاتصال بمجموع الناشرين الجزائريين بهدف إقناعهم بضرورة المشاركة في بعث وإحياء الخزانة لما يمثل كل ذلك من توطيد لأواصر الأخوة والتكافل بين أبناء الشعب الواحد، وكان للمكتبة الوطنية الجزائرية ممثلة في مديرها البروفيسور منير بهادي حضورها المميز في المبادرة ولبت نداء القائمين على عملية الأحياء بدفعة أولية من المخطوطات المرقمنة التي تحوز المكتبة عليها إضافة إلى مجموعة كبيرة من الكتب ذات العناوين المختلفة، على أن تحضر للخزانة دفعة ثانية من الكتب والوثائق المخطوطة في القريب العاجل كما وعد المدير.

ومن بين الحضور في المبادرة، دار “أطفالنا”  و”دار الإمام مالك” من جهتهما بادرتا إلى تلبية نداء الخزانة من خلال ما أهدياه  من كتب وقصص مختلفة حيث دعّم السيد فراس الجهماني مدير دار “أطفالنا” أصحاب المبادرة بقائمة تضم ما يزيد عن 100 عنوان بين كتب عامة وأخرى متخصصة للأطفال. بينما تبرع السيد عبد الرحمن نور مدير “دار الإمام مالك ” من جهته بما يزيد عن 120 كتابا في مختلف الميادين والتخصصات ليصبح مجموع ما جمع للخزانة من هدايا وتبرعات حتى الآن ما يقارب الألف وستمائة (1600) كتاب في مختلف التخصصات،  وأكثر من ألفي (2000 ) مخطوط رقمي إضافة إلى بعض الأجهزة الالكترونية ومواد البناء المختلفة، وفي المقابل للعملية التبرعية الخاصة بالكتب والمخطوطات وكذا بعض الأدوات المكتبية شرع مجموع القائمين على المبادرة خلال الأسبوع  الماضي في وضع الحجر الأساس من أجل إعادة بناء الخزانة من جديد وهذا بعد تلقيهم لبعض المساعدات العينية  من طوب وإسمنت وحديد ونحو ذلك كل بحسب ما يسر له.

عبدالرحمن بلوافي