منظمة الفرنكفونية تتعارض مع مسعى الجزائر للتخلص من الهيمنة الفرنسية
ثقافي

منظمة الفرنكفونية تتعارض مع مسعى الجزائر للتخلص من الهيمنة الفرنسية

أرجع الباحث في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا، الدكتور عبد المجيد قاسمي الحسني، تخلف الجزائر عن حضور القمة الفرنكفونية التي انعقدت بجزيرة جربة التونسية يومي 19 و20 نوفمبر الماضي ولو بتمثيل متواضع، إلى التوجه الجديد الذي تبنته الدولة الجزائرية مع قدوم الرئيس عبد المجيد تبون على رأس السلطة في البلاد، والمتمثل في قطع أي صلة بفرنسا الاستعمارية وبأذرعها المتمددة كمنظمة الفرنكفونية بوصفها أحد آليات الحفاظ على المصالح الفرنسية وسياساتها الإمبريالية في مستعمراتها القديمة.

وقال الدكتور قاسمي في لقاء معه بمكتبه بجامعة البليدة2-لونيسي علي، إن الجزائر تحاول في المرحلة الراهنة تقويم مسارها وإعادة بعث العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفق مبدأ الندية، وهذا التوجه يمثل، برأيه، أحد مطالب الحراك الشعبي الذي أطاح بحكم الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة والمتمثل في رفض مظاهر النفوذ الفرنسي داخل الدولة والمعبر عنه بهيمنة اللغة الفرنسية على الإدارة الجزائرية، خاصة وأن الجزائر كانت تتجه في عهد الرئيس السابق للانضمام إلى منظمة الدول الفرنكفونية كمحاولة منها لتخفيف شبه الحصار الدبلوماسي الذي كان مضروبا عليها من قبل أوروبا بقيادة باريس، وقد أكد هذا التوجه، وقتها، الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة نفسه حينما صرح عام 2002 بأن بلاده تتجه بهدوء ولكن بالتأكيد للانضمام إلى هذه المنظمة، غير أنه لاقى معارضة العديد من الأطراف الفاعلة باعتبار أن المنظمة الفرنكفونية ليست سوى أداة فرنسية لتكريس هيمنتها وتهميش اللغة العربية في أرضها.

ويرى دكتور قاسمي أن المناخ السياسي والدبلوماسي بالجزائر قد تغير في عهد الرئيس الحالي عبد المجيد تبون، وعلل ذلك بالمسعى التدريجي للسلطة الجزائرية الحالية الرامي إلى التخلص من هيمنة اللغة الفرنسية، والتحول من اعتمادها في البرامج التدريسية في المؤسسات التعليمية والجامعات إلى تعزيز استخدام اللغة الإنجليزية مكانها، ويظهر ذلك أيضا في المرافق العامة من خلال استبدالها في واجهات المقرات الإدارية والحكومية بالبلاد، بالإضافة إلى إصدار أوراق مالية من فئة 2000 دينار باللغة العربية والإنجليزية بدل العربية والفرنسية، ما يعبر عن الجدية في التخلص من هيمنة استخدام اللغة الفرنسية في الدوائر الحكومية. وذهب محدثنا المختص في علم الاجتماع والانتروبولوجيا مع الاتجاه المعارض لانضمام الجزائر لمنظمة الفرنكفونية، واعتبر أن ذلك لن يحقق أي مصلحة سياسية أو اقتصادية ذات أهمية، بل سيضر بصورة السلطة السياسية شعبيا، ويتناقض مع توجهها العام للتخلص من نفوذ اللغة الفرنسية في البلاد.

شهرزاد لمجد