حقائق مهرّبة ومعلومات حصرية عن الزعيم هواري بومدين
ملحق

حقائق مهرّبة ومعلومات حصرية عن الزعيم هواري بومدين

 

الرئيس هواري بومدين أو محمد بوخروبة، شخصية تبقى راسخة في أذهان الجزائريين وأذهان كبار زعماء العالم، والتي لن تمحى بسهولة، لما تملكه من كاريزما وصرامة جعلته رئيسا ليس ككل الرؤساء، كيف لا وهو يقود دولة خرجت من أكبر استعمار شاقة طريقها وسط الكبار، وفي جو عالمي مليء بالتغيرات الجيواستراتجية، بومدين الذي كان يعترف له العدو قبل الصديق، فكان محترما حتى من أشد الأعداء لدرجة أنه حتى رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير اعترفت بعظمة الرجل .

اعداد : عصام بوربيع

فمهما كتبنا عن محطات الرئيس هواري بومدين في معلومات حصرية لـ” السلام اليوم” والتي ربما الكثير لم يتم تداولها بعد إذ لن تفي هذه الصفحات بطولات هذا الزعيم الثوري ومواقفه العديدة، الذي أعاد الجزائر في عصره إلى الواجهة العالمية، وترك فيها بصمة وآثار، مازال الجزائريون والكثير من البلدان ينعمون من خيرات مواقفه لاسيما التحررية .

بومدين لطاقمه: من يقبل يد الملك المغربي فلن يعود الى الجزائر

هي كثيرة مواقف بومدين البطولية والتي لا يسع هنا المجال لذكرها، وهي المواقف التي جعلت منه شخصية ورئيسا من طراز آخر، لصرامته وعدله وقوة شخصيته، ففي إحدى زيارات الرئيس هواري بومدين إلى المملكة المغربية أثناء حكم الحسن الثاني، واجه بومدين طاقمه من مرافقين ووزراء وحراس وهم مازالوا في الطائرة قبل نزولهم في المغرب، أن من يقوم بتقبيل يد الملك الحسن الثاني مثلما هو معهود عندهم، فعليه أن يبقى في المغرب ولن يعود الى الجزائر .

بومدين للرئيس المصري السادات: لا تحضنني ولن يكون بيني وبينك كلام حتى توقف القتال عن الليبيين 

يروي العديد من المقربين من الرئيس هواري بومدين، أن الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان يحب كثيرا بومدين ويستند إليه في الأزمات، التجأ لبومدين أثناء الحرب بين ليبيا ومصر، أين كانت قوات الطيران المصرية في وقت أنور السادات تقصف الأراضي الليبية وتقتل شعبها. حيث لجأ القذافي آنذاك إلى بومدين ليكفيه شر هذا العدوان، وفعلا توجه بومدين إلى مصر، اين استقبله أنور السادات الذي كان يقضي عطلة له في قصر الملك فاروق، وتوجه بومدين الذي كان جد غاضبا حيث لم يعجبه والذي أصلا لم يعجبه الاستقبال من بدايته في المطار المصري لاسيما بسيارات لا تليق. وعندما وصل بومدين إلى قصر الملك فاروق باشره الرئيس المصري انور السادات بابتسامته العريضة يريد أن يحضنه، فتبرم منه الرئيس بومدين غاضبا ولم يحضنه متنحيا عنه، وقال له بومدين ” أتحضنني وأنت تقتل إخوانك الليبيين؟؟” بما يعني “لن أسلم عليك حتى توقف القتال، لن يكون بيني وبينك كلام حتى توقف قصف الليبيين. وهنا صدم السادات لقوة بومدين وصراحته، وفعلا أمر الرئيس السادات قائد القوات الجوية بوقف القتال والقصف، وفعلا توقف القتال آنذاك. وكانت فرحة القذافي كبيرة بعدها .

بومدين لوزير الخارجية الأمريكي كيسنجر: قل للملك المغربي إذا نقلت الرياح حبات رمل من تندوف وبشار إلى المغرب سنبعث جنودنا ليعيدوها بالمكنسة …..

كثيرة هي مواقف بومدين الرجولية، فأثناء اشتداد الأزمة بين المغرب والجزائر، جاء وزير الخارجية الأمريكي والذي من المفروض أنه هنري كيسنجر ليذيب نوعا ما الجليد، فزار الرئيس هواري بومدين وتحادث معه، وقبل ذهابه قال كيسنجر لبومدين أي رسالة تريدني أن أوصلها إلى الملك المغربي الحسن الثاني الذي أنا ذاهب عنده، فقال بومدين لوزير الخارجية الأمريكي كسنجر “قل للملك المغربي، إذا هبت الرياح ونقلت من أراضينا تندوف وبشار حبات رمل إلى الأراضي المغربية، فسنرسل جنودنا لإعادة تلك حبات الرمل بالمكنسة”، وهنا كانت رسالة بومدين واضحة وصارمة إزاء الإدعاءات المغربية بمعنى أن الجزائر لن تسمح في شبر من أراضيها.

الحسن الثاني يسارع إلى خطاب الاعتذار من الجزائر بعدما أشعروه بالخطر القادم من بومدين

في نفس السياق، كان الملك الحسن الثاني قد وجه تصريحات خطيرة ضد الجزائر والتي تخص من المؤكد الأراضي الجزائرية، فدعا الرئيس هواري بومدين إلى اجتماع طارئ حضرت إليه مختلف القيادات، ردا على تصريحات الملك الحسن الثاني، وكان القرار الذي سيتخذه بومدين مع قياداته وقيادات الجيش وقادة النواحي مما شك أنه سيضع حدا للحسن الثاني، فسرعان ما اتصلت جهات استخباراتية وعن طريق رئيس دولة أجنبية، تحذر الملك الحسن الثاني وتنصحه بالتراجع الفوري عن تصريحاته والقيام بخطاب سريع للاعتذار للجزائر، قبل أن يقع الفأس في الرأس، خاصة أن اجتماع بومدين مع هذه القيادات ليس كأي اجتماع………

بومدين يزلزل مقر الأمم المتحدة بعد خطابه باللغة العربية..

يروي الذين عاشوا الحدث عن قرب كيف كان وقع خطاب الرئيس هواري بومدين كأول زعيم عربي يقدم خطابا باللغة العربية وبكل جرأة داخل جدران الأمم المتحدة، لحظات مرهبة من أول كلمة لبومدين وكيف كان رد فعل القاعة والصحافة الدولية وباقي رؤساء الدول، فبعد كلمة الأمين العام للأمم المتحدة  كورث فالدهايم، وصعد بومدين بكل وقار إلى المنصة وسط تصفيقات كبيرة لزعامة وشخصية الرجل، الا أن المفاجأة الكبرى هي بداية خطاب بومدين، والذي بدأه بكلمة “باسم الله الرحمن الرحيم”، فسرعان ما انقبلت قاعة الأمم المتحدثة ووقعت ضجة ضخمة داخلها، لدرجة أن البعض تبادر الى ذهنه أن شيئا ما قد وقع، حيث بدأ مراسلو وكالات الأنباء ومراسلو الإذاعات الدولية بكل هستيريا يرسلون برقياتهم عن هذا الحدث الذي اعتبر في حذ ذاته وتسمع فقط “واشنطن واشنطن..بومدين سبيك آراب…ومراسل وكالة الأنباء الفرنسية ” باريس..باريس ..بومدين يبدأ خطابه بالعربية.. باسم الله” بعض الحاضرين وصفوا هذا الجو بالمهيب والمربك، حتى أن بعض الحراس الذين كانوا عن قرب اعتقدوا ان شيئا ما قد وقع ……

تاجر في فنزويلا ..لا يسمع لا بالجزائر..ولا بالشاذلي لكن بومدين..”موسطاش “..خذوا كل شيء مجاني

كثيرة هي مواقف بومدين التي تبعث في النفس حماسة الرجال، نظيرا صرامته وفحولته “التسييرية” وجعلته فعلا يستحق لقب الزعيم ورفع اسم بلد الجزائر في السماء. ففي إحدى الملتقيات العالمية في فنزويلا أو بلد مشابه في أمريكا الجنوبية، يروي لنا أحد المقربين من بومدين، أنهم ذهبوا لحضور هذا الملتقى أثناء رئاسة الرئيس الشاذلي بن جديد، وفي المساء خرجوا للتجوال في المدينة، وعند دخولهم لأحد المتاجر الضخمة في مدينة فنزويلا، واشتروا الكثير من الملابس والأغراض . صاحب المحل أراد أن يحاكيهم بعد أن فهم أنهم أجانب وسألهم من أي بلد هم قالوا له الجزائر .. الجيريا، فلم يعرف صاحب المحل ..الجيريا مومئا برأسه لم يعرفها ..نيجيريا تقصدون قال لهم ..لا ليس نيجيريا ..الجيريا ..الشاذلي ..الشاذلي ..لا لم أعرفها للأسف…وما ان نطقوا اسم هواري بومدين .”موسطاش”…فإذا بصاحب المحل يصرخ منبهرا .. بومدين موسطاش ..موسطاش..وفرح بهم كثيرا لدرجة أنه قال لهم لا تدفعوا ثمن الألبسة الكثيرة التي اشتروها من محله ….

بومدين لـ “المقلة”.. قل له لقد مرت “البرمة” من هنا وقالت لك توقف فورا عن البناء

كثيرة هي الطرائف والتي تنم عن شخصية الرئيس بومدين القوية الصارمة والروح الخفيفة أيضا وسرعة البديهة في الرد أيضا، حيث يروي احد المقربين منه أن بومدين كان يتجول في السيارة لوحده أحيانا مع سائقه، وفي احد الأيام ذهب الى نواحي “بارك دنيا “الذي يوجد نواحي الشراقة واولاد فايت، أين توجد تلك المساحة الخضراء الكبيرة، وصعدوا بالسيارة إلى مرتفعاتها، وجدوا بعض العمال هناك وبنائين منشغلون ببناء “فيلا” كبيرة..فنزل بومدين اليهم دون أن يعرفوا أنه الرئيس ، فسألهم بحكم أن تلك المنطقة ممنوع البناء فيها، سألهم بومدين لمن هذه الفيلا التي أنتم تبنونها ..فأجابه أحد العمال ببساطته “هي لواحد” مقلة “بما يعني أنها لصاحب رجل نافذ ..فكان جواب بومدين لهذا العامل الذي لا يدرك من معه…لما يأتي هذا “المقلة” قل له لقد مرت من هنا “البرمة” وقالت لك توقف عن البناء فورا….وفعلا تم ارسال بعدها فرقة خاصة وتم توقيف ذلك البناء.

اعداد : عصام بوربيع