بالرغم من المجهودات المبذولة من طرف الدولة ومختلف مصالح الأمن لاستعادة الأموال المنهوبة بشتى أنواعها: أموال أو عقارات وشركات، والتي حققت نتائج باهرة، إلا أن رجال العصابة وكأنها جهزت نفسها لليوم الموعود، بعد أن لجأت الى العديد من طرق التحايل في إخفاء الأموال المنهوبة والقيام بعمليات تضليلية لضمان عدم الوصول الى هذه الأموال والعقارات مهما كانت الظروف، ولعل الحسابات المجهولة إحدى أبرز هذه المظاهر التي لجأ إليها رجال العصابة في إخفاء الأموال الضخمة، ناهيك عن العديد من الطرق الأخرى لا تقل عن طرق المافيا في دفن هذه الأموال.
الحسابات المجهولة إحدى التقنيات التي لجأت إليها العصابة في إخفاء أموالها الضخمة، لعلمها أن العديد من الحسابات تتمكن مصالح الأمن عن طريق الطرق المخولة الوصول إليها أو تجميدها، لكن الحسابات المجهولة كانت سبيل العصابة للتخفي، ولعل هذا ما يفسر أحيانا ما نسمعه عن طفلة صغيرة وجدوا في حسابها أموالا طائلة، وكذلك أناس بسطاء تملأ حساباتهم بشكل تسلسي خدمة لرقم واحد للعصابة، وغيرها من الطرق الملتوية .
افراد العصابة ولإخفاء أموالهم الضخمة لجأوا في بعض الأحيان الى أماكن وطرق شيطانية لا يمكن توقعها، فوجدوا حلولا أخرى لإخفاء الأموال بعيدا عن الطرق الرسمية كالبنوك، واضطروا لإخفاء الأموال والذهب والمجوهرات في المزارع المهجورة، وتحت المنازل، مثلما وقع مع الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي تم الحديث عن اموال ضخمة في مزرعته ببني حميدان بقسنطينة، وكثيرة هي القصص مثلما وقع مع رجل الأعمال محي الدين طحكوت الذي عثر مؤخرا على مئات السيارات الفخمة المخبأة بطرق سرية ومموهة.
ومثلما يقول المثل العصابة سعت الى اخفاء اموالها الضخمة المنهوبة بطرق لا يصل لها “الجن الأزرق” لا يمنع هذا من لجوئهم الى طرق كانت تستعملها المافيا سابقا وهي اخفاء الأموال في مناطق معزولة خارج الوطن، من خلالها دفنها تحت منازل او في اراضي معزولة بعد شرائها، وغيرها من الطرق التي لا تخطر على بال البشر نظرا للقيمة الضخمة للأموال المخفاة .
ورغم كل هذا، حققت مختلف أجهزة الأمن نتائج مميزة في عمليات استرجاع الأموال المنهوبة سواء كانت اموالا او حسابات ومجوهرات وعقارات وشركات، الا أن الأمر ليس بالهين مهما يكن.
عصام بوربيع