أكدّ الشيخ شفيق بن أحمد خوجــة أفندي، من تركيا بوهران أن التفسير لكتاب الله يحتاج للسنة النبوية باعتبارهما المحكان لصدق الأحوال و العلوم و المواجد، كما أنهما الأصلان لحبل النجاة في الدنيا و الآخرة وهما يتضمنان جميع ما نحتاجه ظاهرا و باطنا.
و قــال خوجة أفندي، في محاضرته المعنونة “التفسير الإشاري .. نشأته و ضوابطه” في إطار اليوم الثاني من أشغال الملتقى الـ 15 لسلسلة الدروس المحمدية الذي يتناول هذه السنة محور “ضوابط التفسير و مدارس المفسرين” المتواصل بوهران، “الكتاب و السنة هما الأصلان لحبل النجاة في الدنيا و الآخرة وهما يتضمنان جميع ما نحتاجه ظاهرا و باطنا”.
كما شرح المحاضر أن التفسير الإشاري للقرآن الكريم يقصد به فهم باطن الآيات و أسرارها، موضحا أن النصوص ليست على ظواهرها و إنما بما تحويه في باطنها من إشارات خفية لا يدركها إلا أهل السلوك و التصوف، و قال في هذا الصدد “هناك من يسمي التفسير الإشاري بالتفسير الصوفي أو الفيضي و هو نوع من تفسير القرآن الكريم ينتمي إلى نمط معين من الفهم و هو فهم المعاني التي قد لا تظهر لأول وهلة و إنما تحتاج إلى تدبر و تأمل”، واشترط ذات المحاضر في قبول التفسير الاشاري “ألا يتنافى مع ما يظهر من معنى النظم الكريم و المقرر في لسان العرب”، و “ألا يكون له معارض شرعي أو عقلي”، و “أن يكون له شاهد شرعي يؤيده”، و “أن لا يكون تأويلا بعيدا سخيفا”.
هذا وتطرق المتحدث، إلى أهم الكتب التي إهتمت بالتفسير الاشاري على غرار كتاب “تفسير القرآن العظيم” لسهل التستري، و “لطائف الاشارات” لأبي القاسم القشيري، و “حقائق التفسير” لأبي عبد الرحمان السلمي، إلى جــانب “المكتوبات الربانية” لأحمد الفاروق السرهندي و غيرها.
للإشارة يشارك في هذه الطبعة من الملتقى الذي تنظمه الزاوية البلقائدية الهبرية سنويا بمقرها الكائن ببلدة سيدي معروف شرق وهران بمناسبة شهر رمضان المبارك، كوكبة من العلماء و الفقهاء من الجزائر و الوطن العربي، حيث سينشطون محاضرات ترتبط مواضيعها بالمحور الرئيسي للملتقى الذي تتواصل أشغاله إلى غاية 7 أفريل الجـــاري.
ومن مجمل هذه المحاضرات المبرمجة بعد صلاتي العصر و التراويح “التفسير بالمأثور : نشأته وضوابطه” و “عناية علماء الإسلام بتفسير آيات الأحكام” و”جهود السادة الصوفية في خدمة التفسير” و “الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم: تجليات و قبسات” و “المحكم والمتشابه في القرآن الكريم” و “الأمير عبد القادر الجزائري و كتابه المواقف الروحية” و “الإمام سيدي عبد الرحمان الثعالبي ومنهجه في كتابه الجواهر الحسان” وغيرها.
هــــارون. ر