انخفضت أسعار الصيصان في السوق الوطنية هذه الأيام، حيث لم يتجاوز سعر الصوص 20 دينارا، الأمر الذي سينعكس إيجابا على أسعار اللحوم البيضاء في الأيام القادمة حسب الكثير من المتتبعين، وذلك في انتظار تسطير استراتيجية فعالة لضبط استقرار سوق الدواجن.
يترقب المستهلك انخفاض أسعار اللحوم البيضاء قريبا وذلك بعد انهيار أسعار الصيصان بشكل كبير في السوق الوطنية، خاصة بالنسبة لنوع “اربوراك” الذي لا يتجاوز 20 دينارا في حين نوع “ايفصونصي” عرض بسعر 30 دينارا ليبقى الأغلى بينهم صنف “كسكوب” الذي يباع بـ 40 دينارا. ويأتي هذا الانهيار الذي كان منتظرا موازاة مع ارتفاع الحرارة الشديدة، بعد أشهر من الأزمة التي مست الكتاكيت حيث وصل سعرها سابقا إلى 160 دينارا ما تسبب في ارتفاع أسعار الدجاج في السوق الوطنية.
وحسب بعض المتتبعين، فإن الحرارة الشديدة التي تعرفها البلاد هذه الأيام كانت وراء انخفاض أسعار الكتاكيت بالنظر إلى مخاوف المربين من نفوقها وبالتالي بيعها بسعر منخفض أفضل من الخسائر التي قد تلحق بهم، وهو الأمر الذي أكده عمي صالح وهو مربي من ولاية بجاية في تصريح لـ”السلام اليوم”، هذا الأخير أكد أنه قرر تقليص الأعداد التي يمتلكها في الخم ببيعها بسعر منخفض تفاديا لأي خسائر يمكن أن يتلقاها مع حالة الطقس الاستثنائية التي تعيشها الجزائر.
من جهته، أوضح لعلى بوخالفة – رئيس مجمع تربية الدواجن لجهة الغرب سابقا – في اتصال مع “السلام اليوم”، أن الفوضى العارمة التي تعيشها شعبة الدواجن وغياب التخطيط الاستراتيجي والمتابعة الميدانية عوامل ساهمت في تذبذب سوق الدواجن، منتقدا غياب المتابعة الميدانية لهذه الشعبة من المسؤولين ومن المهنيين أيضا على الرغم من أن كل مكونات حلقة إنتاج الدواجن موجودة في الجزائر، ما جعل الوضعية اليوم – حسبه – “غير متحكم فيها” وبالتالي يصعب إيجاد الحلول في الوقت الراهن لأن ذلك يتطلب إعادة تنظيم شعبة الدواجن.
وأوضح بوخالفة أن بيع الصوص بـ 20 دينارا سيضر بالمربي هذه المرة لأن تكلفة إنتاج الكتكوت تقدر بـ 60 دينارا، مضيفا: “السوق متذبذب، فتارة نجد فيه فائضا يسبب خسارة للمربين وتارة نجد عجزا كبيرا يسبب إحراج للمستهلك، وبالتالي من المفترض التكفل بانشغالات المربي قبل أن يضطر العديد منهم إلى مغادرة الميدان وخلق فراغ في السوق وبالتالي ارتفاع الأسعار.
للتذكير تعد الجزائر من ضمن 3 دول في إفريقيا تمتلك أجداد الدواجن، أما بالنسبة لأمهات الدواجن فعددها قليل مقارنة بحجم الطلب المحلي، فالسوق يتطلب 5 إلى 6 ملايين لكن الموجود حاليا لا يفوق 3 ملايين، منها 30 إلى 40 من المائة منتجة محليا والباقي مستوردة. ولأن الأعلاف تمثل ما نسبته 70 من المائة من تكلفة إنتاج الدجاج سعت الدولة إلى تخفيض أسعارها في خطوة لتنظيم الشعبة واستقطاب من تركوا نشاط تربية الدواجن. وحسب الديوان الوطني لإنتاج الأعلاف “أوناب” فقد خفض منذ أشهر أسعار الأعلاف الخاصة بالماشية وتلك المتعلقة بالدجاج بقيمة 2200 دج إلى غاية 2500 دج، كما قام بإنشاء منصة رقمية يمكن للمربين من خلالها تقديم طلباتهم لتسهيل عملية التوزيع.
للإشارة، فإن أسعار اللحوم البيضاء حاليا تتراوح ما بين 250 إلى 300 دج للكيلوغرام في أغلب الأسواق الوطنية، على أمل أن تنخفض أكثر خلال الأيام المقبلة خاصة ونحن في موسم الصيف المعروف بكثرة الحفلات والمناسبات.
ز. طاوس