تنطلق اليوم قمة دول البريكس في أجواء مشحونة ومراقبة من طرف الدول الغربية القوية التي تعتبر أن هذه القمة معادية لها، في الواقع إن تلاشي الدول الأوروبية في خضم الحرب الأكرانية وتزعزع القوة الأمريكية لصالح قوى مشرقية حدث كبير ربما لم نشهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
في هذا السياق حاورنا الدكتور محمد بن بريكة أستاذ في المدرسة الوطنية المتعددة التقنيات بالحراش ودكتور في الهندسة الميكانيكية.
أهمية القمة تنجلي من خلال الإعلام الغربي الذي تناولها في كبرى صحفه…
نعم إن القوى الغربية تتابع القمة باهتمام زائد وذلك لأنها تلعب ورقتها الأخيرة من خلاله. فالعالم يتحول من قطب إلى قطب والغرب يعلم أن هيمنته على العالم قاب قوسين أو أدنى من الزوال. نعم بلا شك الإعلام الغربي وما ظهر منه من توجس وتحسس هو صورة للإرتباك السياسي الغربي عموما.
ما يزعج الغرب بالذات من خلال تشكل قطب جديد؟
يزعجه ذهاب هيمنته على العالم بكل تأكيد، ونحن نلاحظ أن أوروبا راضية تمام الرضى وخاضعة تمام الخضوع للهيمنة الامريكية، وهذا الخضوع ينجلي أكثر من خلال الحرب في أوكرانيا لأنها حرب أمريكية بامتياز ولأنها حرب تجري في مساحة جغرافية أوروبا ولأن أوروبا أدركت بالتأكيد أن الولايات المتحدة الأمريكية تستعملها كأداة وكمسرح لضرب روسيا ولكنها لا تقول ذلك صراحة إلا همسا كما فعل الرئيس الفرنسي إثر عودته من بيكين مؤخرا فقد قال ما مفاده أن الوقت قد حان للابتعاد من التبعية لأمريكا.
وما محل الجزائر بين هذه وتلك؟
الجزائر دولة تريد اتباع مصالحها الحيوية وهذه المصالح اليوم في معسكر الشرق لا في معسكر الغرب. وهذا لا يعني أننا سنواجه في الشحناء والعداوة العالم الغربي، لا فنحن بحاجة إلى فرنسا وأمريكا وبريطانيا ولكن في إطار مصالح مشتركة وتجارة متبادلة واقتصاد متساوي المنفعة.
العالم اليوم هو عالم متحول ظهرت فيه روسيا والصين كقطب جديد لا غنى عنه. نحن اليوم نتكلم عن خمس دول تسيطر على نحو 41% من سكان العالم، وتغطي مساحة الدول الأعضاء نحو 40 مليون كيلومتر مربع؛ أي ما يعادل 26% تقريباً من إجمالي مساحة العالم، فيما تستحوذ دول البريكس على نحو 26% من الناتج الإجمالي العالمي بحسب تقديرات عام 2022. ومن المُتوقَّع أن تصل هذه النسبة إلى 33%. فضلاً عن ذلك، فإن إجمالي الاحتياطي النقدي الأجنبي المشترك لدول تجمع البريكس يقدر بنحو 4 تريليونات دولار.
أجرى الحوار أ.ف