هل ستواصل العهدة اللعينة “أكل” الرؤساء؟
الـريـاضـة الاولى

هل ستواصل العهدة اللعينة “أكل” الرؤساء؟

لم يسبق للجمعية العامة الانتخابية للاتحاد الجزائري لكرة القدم أن حظيت قبل اليوم بكل هذا الاهتمام وأثارت كل هذه الضجة، لكن السباق إلى الرئاسة لم يتغيّر، فمازال يلفه الغموض وتقوده التحالفات الآنية، في غياب تام لأي مشروع قادر على إحداث القطيعة مع وضع بات لا يطاق.

حتى وإن كان الصراع من أجل بلوغ رئاسة الاتحاد الجزائري لكرة القدم قد يبرر كل الوسائل في رأي البعض، إلا أن ما تبقى من عهدة شرف الدين عمارة – بعدما التهم منها جهيد زفيزف سنة كاملة – لم يشجع الكثير على دخول الانتخابات.

ويرى ملاحظون أن الرئيس الجديد الذي سيبدأ عمله الشهر القادم، لن يستطيع حتى ولو أراد أن يغيّر شيئا، فعهدة شرف الدين عمارة التي ستعرف رئيسها الثالث كانت بحق لعينة وغير مسبوقة في تاريخ الاتحاد الجزائري لكرة القدم، بل بيّنت بالدليل والحجة أن هناك مشكلة معقدة بهيئة كرة القدم الوطنية، تسببت في انعدام الاستقرار وهذا واقع لا يمكن تجاوزه.

عمارة وزفيزف.. استقالتان وألف سؤال

يبدو من الواضح أن الأزمة التي يعيشها الاتحاد الجزائري لكرة القدم اليوم قد حلت بسبب تنحي كل من شرف الدين عمارة وجهيد زفيزف، فالأول ترك الرئاسة في أعقاب خروج المنتخب الوطني من كأس أمم إفريقيا 2021 والإقصاء المر من تصفيات كأس العالم قطر 2022، أما جهيد زفيزف فقد حدث سقوطه بعدما نُسب له فشل دخول الاتحاد الجزائري إلى المكتب التنفيذي لـ”الكاف” في الثالث عشر جويلية الماضي.

ويبدو أن هناك من لم يفهم بعد أن نتائج المنتخب الوطني (بالنسبة لشرف الدين عمارة) مسؤولية الجميع، بمن فيهم جمال بلماضي، الناخب الوطني الذي لم يستقل. أما خسارة المقعد في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فهو أمر لا يستحق كل تلك الضجة التي دفعت الرئيس زفيزف إلى الاستقالة، وفي كلا الحالتين المذكورتين، فإن ما حدث في هذه العهدة أمر غير مقبول وغير مفهوم.

الرئيس الجديد في مهمة حساسة ودقيقة

بعد أقل من شهر، سيشرع الرئيس الجديد في العمل مثقلا بمهمة صعبة ومعقدة هي وقف النزيف وإعادة الهدوء إلى الاتحاد، وحتى وإن كان يدرك بأن عدوه الأول سيكون الوقت – الذي لن يساعده أبدا نظرا للتراكمات التي عرفتها العهدة الجارية – إلا أن من أولياته القيام بخطوات على الميدان تكون بمثابة رسالة ثقة لأسرة كرة القدم الوطنية.وقبل إجراء الانتخابات القادمة، بدأنا نسمع أصوات بعض المرشحين تتحدث كالعادة عن التكوين والاحتراف والتمويل ومسائل أخرى كثيرة… لكن دون برامج واقعية يمكن تجسيدها على الأرض، برامج مدعمة بالأرقام وترتكز على الواقع الميداني للكرة الجزائرية وخصوصياتها.

ومهما كان من أمر، فإن الإدارة الجديدة للاتحاد لن تكون قوية إلا برئيس قوي ومكتب تنفيذي كفء وفعال، إضافة إلى الدعم الكامل من كل الفاعلين في أسرة كرة القدم.

أحفيظ فضيل