إلى أين يتجه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؟
الـريـاضـة

إلى أين يتجه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم؟

بدون أدنى شك، يكون محبو الكرة الإفريقية قد سجلوا بكل ألم وأسف ما حدث في اجتماع “الكاف” يوم السابع والعشرين من سبتمبر الماضي. لقاء القاهرة الذي اثار الكثير من الجدل والشكوك، عرف ولأول لمرة في تاريخ الاتحاد انسحاب جملة من الدول المرشحة لاستضافة كأس الأمم في دورتيها 2025و2027، والعودة المفاجئة إلى التنظيم المشترك بتعيين كل من تانزانيا وأوغندا وكينيا، بعد أن تم التخلي عنه منذ أزيد من عشر سنوات.

 

“الكان” محل صراع طويل…

لأول مرة في تاريخ الاتحاد الافريقي لكرة القدم، تبلغ الأمور حدا غير مسبوق من التردد والشك على مستوى التحكم في منح حق استضافة البطولات الإفريقية المختلفة، وعلى رأسها المسابقة الأولى كأس أمم إفريقيا. لقد كان لانسحاب كل من الجزائر ونيجيريا وبينين وزامبيا ساعات قليلة قبل تعيين الدول المستضيفة، الأثر البالغ على مصداقية العملية ورمى بالشك حول نوايا الفاعلين في الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، خاصة لما يتعلق الأمر بالمنافسات الكبرى ومنح حق تنظيمها. وحتى وإن كان تاريخ الاتحاد غني بالمناورات وتعدد المعايير، فإن ما وقع هذه المرة قد اعتبر غير مقبول من الأساس. ولا يتردد المتابعون لشأن الكرة الإفريقية في القول – حتى من خارج القارة- أن هيئة الكرة الافريقية قد انتهجت سبيلا يبتعد يوما بعد يوم عن خدمة مصالح الكرة في القارة.

 

2017..  جاء أحمد ومعه الأزمة

 

لا يختلف اثنان في القول إن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم الذي قاده الكاميروني عيسى حياتو لمدة تسع وعشرين سنة (1988-2017)، قد دخل مرحلة جديدة من مسيرته بعد انتخابات مارس 2017 التي نصبت الملغاشي أحمد أحمد رئيسا جديدا. فقد عمل الرئيس الجديد منذ أشهره الأولى على إحداث عدة تغييرات في هرم هيئة الكرة الإفريقية، منها رفع عدد المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس الأمم إلى أربعة وعشرين منتخبا، ونقل موعد البطولة إلى فصل الصيف وهما قراران اثارا الكثير من الجدل في أوساط الكرة الإفريقية.

ولسوء حظ أحمد أحمد، أنه وقع تحت طائلة عقوبة المجلس التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” في الثامن مارس 2021 بتوقيفه عن أي نشاط في مجال كرة القدم، بسبب عدة تهم نسبت له. تقارير مختلفة وتصريحات عديدة للرئيس المقصى، قالت إن في الامر مؤامرة دبرت في زوريخ، بسبب خلاف حاد بين الرئيس جياني انفانتينو ونظيره الإفريقي.

 

أنفانتينو يقود “الكاف” بالوكالة

 

في الثاني عشر مارس 2021، صعد الجنوب إفريقي الدكتور باتريس موتسيبي إلى سدة الحكم للاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعد أن كان المرشح الوحيد لمنصب الرئاسة. وكانت المرة الأولى التي يطلب فيها من أعضاء الجمعية العامة تزكية مترشح وحيد لقيادة “الكاف” دون انتخابات. صعود موتسيبي كان بدعم قوي من رئيس “الفيفا” وذلك عبر اتفاق معروف باسم “بروتوكول الرباط” الموقع في نهاية فيفري 2021، والذي قبل فيه كل من اوغستين سانغور (السينغال) وأحمد ولد يحيى (موريتانيا) وجاك أنوما (كوت ديفوار)، الانسحاب من سباق الرئاسة، مقابل الفوز بمنصب نائب رئيس، عمل اعتبره متابعو ومحبو الكرة الإفريقية خطوة مشينة ووصفوه بالتنازل عن حقوق الكرة السمراء وتسليم أمرها لمن هم غرباء عن القارة. ولابد من القول إن ما حدث في اجتماع القاهرة الأخير، قد بين بالدليل والحجة التوجه الجديد للاتحاد الافريقي لكرة القدم الذي يبدو أنه فتح بابا قد يصعب غلقها في الأجل المنظور.

 

 موتسيبي مطالب بالاستدراك والمهمة صعبة

 

يعد انسحاب الدول التي كانت مرشحة لاستضافة كأس الأمم في دورتي 2025 و2027، مؤشر واضح عن الصراعات التي يعيشها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وهو ما يعني أن الرئيس موتسيبي – بصفته المسؤول الأول عن الاتحاد – مطالب اليوم بالتحرك لتصحيح وضع مترد بات لا يطاق. رئيس “الكاف” الذي عبر في عدة مناسبات عن نيته في رفع مستوى الاتحاد والنهوض بالكرة الإفريقية، بات من واجبه أن يشرح لنا كمتابعين، كيف تم تسريب اسم البلد المنظم لـ”كان 2025″ قبل الموعد المحدد ببضعة أشهر من طرف عضو من المكتب التنفيذي؟ وكيف عاد الاتحاد إلى التنظيم المشترك؟ وكيف تم تجاوز المادة الحادية والعشرين من لوائح “الكاف” التي تجبر الاتحاد على منح حق تنظيم كأس الأمم ست سنوات قبل موعد النهائيات؟.

والأكيد أن الرئيس موتسيبي ومساعديه بالاتحاد الافريقي لكرة القدم الذين عاشوا ساعات عصيبة بسبب ما حدث في اجتماع القاهرة، سيحاولون رأب الصدع الذي مس أركان الاتحاد وذلك قبل ان تتسع رقعة الشك وتزداد الاتهامات ويتعمق فقدان الثقة بين المكتب التنفيذي والجمعية العامة.

 

أحفيظ فضيل