يشتهر سكان منطقة القبائل بتحضير جميع أطباقهم ومأكولاتهم باستعمال زيت الزيتون الذي يعتبر مادة أساسية في أطباقهم، ويستعمل في تحضير جميع المأكولات منها البغرير، الخفاف الذي يحضر بالطول، النقاش، الغريبية، الكسكس الرقيق، البركوكس، المسمن، أغروم أقوران، كسرة الشعير والدقيق، كما تحضر هذه الوصفات في الأعراس والأيام العادية، وتعتبر من أشهر الأطباق في المنطقة، ويروج لها حتى خارج الوطن، خاصة أن منطقة القبائل مشهورة بجودة زيتها.
من بينه هته المأكولات يتربع السفنج أو لخفاف عرض الأطباق، ففي قلب جبال تيزي وزو، يعيش تقليد قديم يجمع بين الفرح والذوق الشهي، وهو ما يُعرف محليًا بـ السفنج “سيد الأفراح” أو ما يُلقب بـ “لخفاف” هذا التقليد الشهير له مكانة خاصة في المنطقة ويحتل المراتب الأولى بالنسبة للوجود فوق الطاولة في الاحتفالات المتنوعة، فهو ليس مجرد طعام، بل هو رمز للتراث والثقافة في هذه الولاية الخلّابة، إذ يتميز بتواجده الدائم في المناسبات الهامة مثل الختان والأعراس، حيث تأخذ العروس معها “لخفاف” ليُصبح جزءًا من ترتيبات الطاولة التي تستقبل بها الضيوف، ولكن هذا التقليد ليس مقتصرًا على المناسبات الخاصة فقط، إذ يُمكن رؤية الطبق في المهرجانات الثقافية والأعياد الوطنية، حيث يشارك الجميع في تذوقها.
وتحمل عملية تحضير “لخفاف” طابعًا فنيًا، حيث يُعد باستخدام السميد ويُطهى بزيت الزيتون على نار هادئة، مما يمنحه طعمًا رائعًا وقوامًا هشًا، فمزيج النكهات والقوام الفريد يجعله وجبة لا يُمكن مقاومتها، ليصبح جزءا هاما في الحياة اليومية والاحتفالات.
طبيب خالدة