المرأة الريفية القبائلية عنوان التحدي والاصرار
الحــدث

المرأة الريفية القبائلية عنوان التحدي والاصرار

تُعد المرأة عماد الأسرة وأساسها في البناء الاجتماعي، ومحور الحياة الصانعة لغد أجمل، فهي الأم والزوجة والبنت، ولا يمكن التغاضي عن الدور الفعال الذي تقوم به من تربية وتنشئة للأجيال، بما فيها المرأة الريفية التي تعد رمزا للكفاح والصبر وعنصرا بشريا فعالا، حيث لها إسهامات جبارة في تحقيق التنمية الاقتصادية ورفع دخل مستوى الأسرة.

وتُعتبر الحرف التقليدية من بين الصناعات المرتبطة بالمرأة الريفية على وجه الخصوص، ولا تقل أهميتها في مساهمتها في المردود الاقتصادي للبلاد، وذلك حسب درجتها السياحية، وكلما غزُرت وتنوعت هذه الحرف فإن هذا يعطي دفعا قويا للسياحة الثقافية؛ ففي ولاية تيزي وزو، تتجلى المرأة الريفية كرمز للكفاح والصمود، وتمثل عنصرًا بشريًا فعالًا يسهم بشكل كبير في تحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة دخل الأسر، وتعتبر الحرف التقليدية أحد القطاعات المرتبطة بالمرأة الريفية، ولها أهمية بالغة في المساهمة في الاقتصاد، ولعل تشجيع النساء على التقدم والاهتمام بهذه الحرف، والتي نذكر منها صناعة الزرابي، البرنوس الوبري، صناعة الفخار، صناعة الحلي، وغيرها من الصناعات التقليدية، بمثابة ورقة الحظ في إبراز دور المرأة الريفية التي تفانت في كل ما تقوم به من أعمال حرفية متنوعة، وشكلت محور أساسي فبالرغم من محدودية فرص التعليم والعمل، إلا أنها أبدعت بأناملها وتحدت الصعاب واستطاعت بهذا الولوج إلى فضاء المقاولاتية، وأصبحت تشارك في المعارض الوطنية إضافة إلى المناسبات والأحداث الثقافية، واستطاعت أن تصنع لنفسها مكانة اجتماعية مرموقة.

وتشكل هذه الحرف التقليدية جزءًا من الثقافة المحلية وتسهم في تنمية السياحة الثقافية، إذ تعتبر غالبًا موجودة في المناطق الريفية النائية، مما يساهم في الحفاظ على التوازن الديموغرافي بين المناطق، لذلك، يجب دعم هذه الصناعات التقليدية لتعزيز السياحة وجذب المزيد من الزوار، هذا الدعم يمكن أن يأتي من خلال تشجيع النساء على الاستثمار في هذه الصناعات -حسب تصريحات العديد من النساء- فرغم التحديات التي تواجهها المرأة الريفية، إلا أنها تبدع بأعمال حرفية متنوعة وتجد طرقًا لتحقيق نجاحها في هذا المجال، وتشارك في المعارض الوطنية والأحداث الثقافية، وبذلك تحقق لنفسها مكانة اجتماعية مرموقة وتظهر قوتها كمورد محلي لا يُستهان به.

وتشكل المرأة الريفية في تيزي وزو ثروة لا تُقدر بثمن، وهي جزء أساسي من تنمية القطاع السياحي المحلي، إذ تساهم بنشاط في الحفاظ على التقاليد وتثري الثقافة المحلية، مما يجعلها أحد أسباب جذب الزوار للاستمتاع بالجمال والتنوع الثقافي والاقتصادي في تيزي وزو؛ وفي هذا الإطار، تقول ليلى، وهي إحدى الحرفيات: “نحن نعمل بجد لنجعل تيزي وزو وجهة مفضلة للزوار، ونأمل أن يستمر الدعم لتعزيز صناعتنا التقليدية، كما نفخر كوننا جزء من هذه الثقافة الغنية، ونحن ملتزمات بالحفاظ على تقاليدنا وإرثنا، إلا أننا نواجه تحديات كبيرة هنا في الريف، لكننا نجد طرقًا لتجاوزها والازدهار، فالقدرة على المشاركة في المعارض الوطنية والأحداث الثقافية تعزز توجهنا نحو التقدم والتطور، ونحن نتطلع إلى المزيد من الفرص.”

طبيب خالدة