ثمّن الشيخ محمد أحمد محمد حسين – مفتي القدس والديار الفلسطينية – موقف الجزائر “الثابت والأصيل” في دعم القضية الفلسطينية ومساندة شعبها في كفاحه من أجل الحرية والاستقلال.
وتقدم الشيخ محمد حسين في تصريح للإذاعة الوطنية بث أمس، بالشكر لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وللشعب الجزائري بكل أطيافه على “الموقف الأصيل والثابت في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته منذ بدايتها”، مؤكدا أن “الجزائر قيادة وشعبا تشاركنا الأمل في الحرية والاستقلال الذي ينظر ويتطلع له أهلنا في فلسطين والذي سيتحقق في المستقبل العاجل بإذن الله”.
وفي حديثه عن الأوضاع بقطاع غزة جراء العدوان الصهيوني الهجمي وما خلفه من مآسي إنسانية، طالب مفتي القدس بهبة عربية وإسلامية ودولية “من أجل الحياة في غزة”، عبر تقديم المساعدات الضرورية لدعم أهلها الصامدين في أرضهم، و”الذين يجابهون جريمة ضد الإنسانية ينفذها الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم”.
وأكد الشيخ محمد حسين على أن الكيان الصهيوني تجاوز كل الخطوط الحمراء في عدوانه السافر بحق الشعب الفلسطيني بغزة، مناشدا كل شعوب العالم ودولها وحكوماتها والمؤسسات الدولية والاقليمية بأن “تقوم بدورها لوقف هذا العدوان الذي يقتل الأطفال والشيوخ ويهدم البيوت على رؤوس ساكنيها، المخالف لكل الشرائع السماوية والأعراف والقوانين الدولية، ومنها القانون الدولي الإنساني”. وعن الحصيلة الكبيرة للشهداء الفلسطينيين منذ السابع أكتوبر الجاري، تاريخ بدء العدوان الصهيوني على القطاع، تحدث الشيخ محمد حسين بألم شديد، على اعتبار أنها ضمت رقما هائلا من الأطفال والنساء، كاشفا بالمناسبة عن أن نسبة الشهداء الأطفال فاقت 73 من المائة. وقال إن الوضع في غزة “سيء ويزداد سوءا”، وناشد “كل أصحاب الضمائر أن ينهضوا باتجاه الانسانية وباتجاه الحياة التي تفقد في كل لحظة هذه الأيام بغزة جراء الاحتلال الذي يتعمد استهداف المستشفيات التي تضم أطباء ومرضى وأبناء من الشعب الفلسطيني المحتمين به”. وأدان في السياق، التهديدات المتتالية التي يصدرها الكيان الصهيوني بضرورة إخلاء المستشفيات بغزة والتي تخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وشدّد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لوصول المساعدات والمعونات الإنسانية من مواد غذائية وطبية ومياه إلى أبناء غزة الذين يعيشون وضعا “أقل ما يقال عنه أنه سيء للغاية”. وبالرغم من كل الخسائر البشرية ورغم شراسة العدوان الصهيوني – يضيف المتحدث – إلا أن “الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يهجر من أرضه، لا بالقسر ولا بالإجبار ولا بأي طريقة أخرى، وسيتشبث ويرابط بالقطاع ولن يسمح بحدوث ما جرى عام 1948 و1967”.
الياس. ب