مخلفات الزيتون تهدد البيئة في ولاية تيزي وزو
وطني

مخلفات الزيتون تهدد البيئة في ولاية تيزي وزو

أكد مدير البيئة لولاية تيزي وزو، آيت داودية، في تصريح خص به “السلام اليوم” على تصاعد المشاكل البيئية ومواجهتهم لتحديات عويصة نتيجة لمخلفات صناعة الزيتون، التي تتكون من سوائل تلوث المياه والوديان، بالإضافة إلى الجانب الصلب المعروف بأمورج، لتشكل بذلك تحديات خطيرة للبيئة.

ويوضح داودية، أن أغلبية هذه المواد تحمل في مكوناتها كميات هائلة من الزيوت، لذلك فالتخلص منها في الأودية والغابات يمثل إهدارًا لمصادرنا، حيث يتم التخلص منها دون الاستفادة الكاملة، ما يُعد خسارة للثروات الطبيعية، مؤكدا أن هذا التصرف يُعَدّ إهمالًا للموارد القيمة، ويعزز الحاجة الملحة لتحقيق استغلال فعّال ومستدام لتلك المواد، بهدف الحفاظ على توازن البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة؛ ويعود تأثير مخلفات الزيتون على البيئة أساسًا إلى السوائل الناتجة من معاصر الزيتون، حيث تتدفق هذه المواد إلى الوديان، مع تكوين طبقة عازلة تعيق التفاعلات البيولوجية وعملية اليخضور في الوسط المائي، ما يُعيق تحلل المواد العضوية ويقلل من فعالية الضوء في العمليات الكيميائية المختلفة، كما يحد من تطوير النباتات والجوانب البيولوجية في المياه.

ومن الناحية الجمالية، يتغير لون الوديان نتيجة لتلويثها، مما يؤثر على جودة المياه ويعرقل تكاثر الحيوانات البرمائية، وبالتالي يعكس تداخلًا سلبيًا يمكن أن يؤثر على التنوع البيولوجي ويعرقل التوازن البيئي في هذه المناطق المائية؛ ويبين داودية، أنه يتم التركيز على إيجاد حلول فعّالة لمشكلة مخلفات الزيتون، حيث يقومون بمرافقة معاهد التكوين المهني والجامعات للحصول على أحدث التطورات في الحلول، ويؤكد أن هذه الجهود المبذولة في معالجة تأثير مخلفات الزيتون على البيئة تشكل جزءًا من جهود شاملة، حيث يعملون على تقديم حلا لهذه المشكلة، مشيرا إلى تعاون ومرافقة معاهد التكوين المهني والجامعات المتخصصة، حيث يتم تطوير ومتابعة حلول مستجدة، كما يتم التنسيق مع مكاتب الدراسات ومعاهد التحاليل التي تلعب دورًا في توفير حلول مبتكرة لتلك المشكلة البيئية، مما يسهم في تعزيز التنوع البيولوجي والاستدامة في المناطق المتأثرة.

 

تشجيع إنشاء أحواض للتنصيب وتقليل تأثيرات تلوث المياه

ويضيف محدثنا، أنه تم إطلاق عملية تحسيسية وتوعوية موجهة للفلاحين، في إطار الحفاظ على البيئة وتحقيق استدامة الموارد الطبيعية، بهدف تشجيع إنشاء أحواض للتنصيب وتقليل تأثيرات تلوث المياه، خاصة في ظل التحديات التي تطرأ نتيجة لتغيرات المناخ وشح الأمطار؛ وتركز الجهود أيضًا على تحفيز الفلاحين لتبني ممارسات فعّالة في استخدام المياه، حيث يتم العمل على توجيههم نحو تقنيات ترشيد استهلاك المياه، وذلك باستخدام تقنيات إعادة استخلاص الزيوت لتحقيق فوائد متعددة والحد من الفاقد، فضلا عن بناء جسور بين الفلاحين والجهات المعنية بالبيئة، وتشجيعهم على الحصول على التراخيص اللازمة للاستفادة القصوى من محاصيلهم، والتي تسمح لهم بالحصول على زيت ذو جودة عالية، مما يسهم في تحقيق استدامة في إنتاجهم وتحسين جودة المنتجات؛ وتتطلب تحديات التصدي لهذه المشكلة تبني استراتيجيات مستدامة لإعادة تدوير هذه المخلفات بطرق صديقة للبيئة.

وفي هذا الإطار، يدعو داودية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتحقيق استغلال فعّال لهذه المواد دون التأثير الضار على البيئة والتربة، من خلال جهود مشتركة لبناء مجتمع زراعي يعتمد على ممارسات مستدامة، ويحقق التوازن بين احتياجات الإنتاج وحماية البيئة للأجيال القادمة.

طبيب خالدة