“الخضر” يكسرون حاجز الشك وكأس الأمم هدفهم المقبل
الـريـاضـة

“الخضر” يكسرون حاجز الشك وكأس الأمم هدفهم المقبل

في مرحلة وصفت بالدقيقة والحساسة، تمكن المنتخب
الوطني من تسجيل انتصارين ثمينين في تصفيات كأس
العالم 2026، وتخطى بذلك هاجس الشك الذي بدأ يتسرب
إلى صفوفه بضعة أسابيع قبل نهائيات كأس الأمم.

ست نقاط من ذهب.. والبقية تأتي

الفوز على منتخب الصومال المتواضع بثلاثة أهداف مقابل
هدف واحد، فتح في الحقيقة الباب أمام عديد التساؤلات، لا
سيما وأن “الخضر” يستعدون للمشاركة في نهائيات “الكان”
بعد أقل من شهرين. ومن الواضح أن الناخب الوطني جمال
بلماضي قد حقق ما كان يريد بحصد ست نقاط في
المواجهتين، وهو ما سيسمح له بالعمل براحة والخروج مع
لاعبيه من فترة حساسة، طبعها نوع من تراجع الأداء في
مواجهات مصر وتونس وتانزانيا. وبما أن المنتخب الوطني
قد تعزز بمجموعة من اللاعبين الموهوبين على غرار
شايبي وآيت نوري ولعروس وغيرهم، فإنه قد بات قادرا
بكل تأكيد على استرجاع كل قواه.

بلماضي يلعب ضد الوقت والمنافسين

كل من تابع المباريات الأخيرة للمنتخب الوطني، يكون قد
لاحظ بدون شك أن الناخب الوطني متواجد تحت ضغط
مرتفع وذلك لعدة أسباب. معلوم أن المنتخب الوطني يمر
بمرحلة انتقالية تعرف تغييرات هامة على مستوى
التشكيلة، فالتحاق لاعبين جدد أمر يمس حتما بتوازن
المنتخب ويتطلب من الناخب الوطني مضاعفة الجهد
واستغلال كل يوم وساعة من أجل بناء الكتيبة القادرة على
مقارعة كبار القارة في كوت ديفوار وبعدها في تصفيات
كاس العالم. ومن المؤكد أن بلماضي في نجح في تخفيف
الضغط على نفسه وعلى لاعبيه في ذات الوقت.

مباراة موزمبيق هامة ونقاطها من ذهب

مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره الموزمبيقي كانت ذات
أهمية كبيرة. فبالإضافة إلى النقاط الثلاث التي حصدها
“الخضر” فإنها بينت أن المنتخب الوطني يملك من اللاعبين
من هم قادرين على قلب مسار أي مباراة. لقد بيّن الشوط
الأول من اللقاء أن المنتخب الوطني ما زال في رحلة البحث
عن استعادة شخصيته، لكنه تمكن بداية من الشوط الثاني
من رفع مستواه بفضل مواهبه الجديدة أمثال عمورة
وزروقي وشايبي الذي نجح في زرع الشك لدى منتخب
موزمبيق بتسجيله الهدف الأول. وبدون أدنى شك، أن
الفوز في مابوتو، سيكون له الأثر الإيجابي على اللاعبين
وسيسمح في ذات الوقت للمدرب الوطني بتحضير “الكان”
بثقة كبيرة.

منتخب “الكان” جاهز بنسبة عالية

تُبين كل المؤشرات أن الفريق الذي بدأ المباراة ضد منتخب
موزمبيق هو الذي سيعتمد عليه جمال بلماضي في كأس
الأمم المقبلة. سبعة لاعبين (ماندي، عطال، بين سبعيني،
فيغولي، محرز، سليماني وبن طالب) كانوا ضمن التشكيلة
التي بدأت مواجهة موزمبيق، وهذا يعني أن الناخب الوطني
يريد أغلبية من اللاعبين الذي شاركوا في “الكان” ويملكون
الخبرة الكافية التي تتطلبها هذه المنافسة. وفي ذات الوقت،
يريد جمال بلماضي تعزيز صفوف المنتخب بالبدائل التي
دخلت المعترك على غرار غويري ولعروسي وآيت نوري
وغيرهم من اللاعبين الذين التحقوا بـ “الخضر” في المدة
الأخيرة. وربما أن ما يخشاه جمال بلماضي هو ما قد يحدث
في الأسابيع المقبلة، وهو يتمنى أن تبتعد الإصابات عن
لاعبيه.

“الكان” أولوية.. والمونديال حلم مشروع

بفوزه في المباراتين في تصفيات المونديال، يكون المنتخب
الوطني قد كشف عن نواياه في هذه المسابقة، لكن الطريق
ما زالت طويلة وشاقة. وبما أن التصفيات ستمتد إلى سنتين
كاملتين، فإن ذلك يعني أن أشياء كثيرة قد تحدث خلال هذه
الفترة وهو ما سيحتم على الناخب الوطني التركيز في هذه
المرحلة على كأس الأمم الافريقية التي يريد “الخضر” إعادة
ما انجزوه في القاهرة سنة 2019. كأس الأمم التي ستمثل
تحد كبير للاعبي المنتخب الوطني، ستبين بدون شك الوجه
الحقيقي لـ”الخضر” وستكشف أيضا عن موقعهم في معادلة
الكرة الافريقية.

أحفيظ فضيل