التاريخ يجلد المارشال بيجو جلاّد الجزائريين
الحــدث

التاريخ يجلد المارشال بيجو جلاّد الجزائريين

ينوي مجلس بلدية باريس في فرنسا، إعادة تسمية شارع يقع في الدائرة السادسة عشر، ومحو اسم المارشال توماس روبرت بيجو المعروف بسفكه دماء الجزائريين في الفترة الممتدة ما بين ديسمبر 1840 إلى جويلية 1847 حين تولى بيجو الحكم في الجزائر خلال هذه السنوات وطبق إبان حكمه سياسة القهر والعنف والإبادة والتدمير والتهجير والنفي في إطار الحرب الشاملة التي مارسها تجاه الجزائريين.

وتواجه هذه المبادرة من قبل بلدية باريس مقاومة من مجلس المدينة الذي يسيطر عليه الجمهوريون (حزب يميني). وينبغي أن يكون هذا الإجراء موضوع رغبة رمزية في مجلس باريس المقبل في منتصف ديسمبر، قبل مداولاته بحلول صيف 2024، حسب فرانس 3.

بالنسبة إلى مجلس مدينة باريس، فإن “المارشال بيجو مذنب بارتكاب ما يمكن وصفه اليوم بجرائم حرب، حيث استخدم جيشه أساليب قاتلة وغير إنسانية”. ومع ذلك، تواجه هذه المبادرة معارضة من عمدة المقاطعة السادسة عشر لباريس، جيريمي ريدلر. إذ يرى أن تغيير “اسم الشارع يعني، قبل كل شيء، الكثير من المتاعب الإدارية لسكان ذلك الشارع فنحن نتحدث عن حقائق قديمة جدا، ومعظم السكان لا يعرفون حتى من هو بيجو”.

لكن مجلس مدينة باريس ملتزم بمشروعه، ويرى أن “ذكرى المارشال بيجو فقدت مصداقيتها، وأنه متهم بارتكاب جرائم يمكن وصفها بأنها جرائم حرب “، والتاريخ يشهد على ما قام به المارشال بيجو، المتعطش للدماء ومجرم الحرب، بقتل مئات الآلاف من المدنيين الجزائريين بطريقة بشعة خلال السنوات الأولى من الاستعمار من خلال تنفيذ “هجمات بالدخان”، وفقا للمؤرخ آلان روسيو، حيث قد قاد المارشال “حرب إبادة شاملة”. ويوضح قائلا: “إنه كان يرهب السكان من خلال تنفيذ مداهمات وسياسة الأرض المحروقة والاغتصاب في القرى. ما قام به بيجو في الجزائر هي أكثر الحلقات دموية في ما يطلق المؤرخون عليه اسم “المدخنة” وهي الجريمة الجماعية البشعة التي ارتكبها لما حاصر قبيلة كاملة في مغارة بالظهرة وأبادها بإشعال نار كبيرة ودفع الدخان المميت إلى داخل المغارة، وكان هذا في أحد كهوف الظهرة في جنوب مستغانم”.

أ. فيصل