أكد البروفيسور أحمد شوتري والمحلل والناشط السياسي، ما يحدث في العالم هو مخاض لميلاد “نظام دولي جديد”، موضحا أن فوز ترامب بالرئاسيات الأمريكية، وما يشهده العالم من توترات إقليمية ودولية سيعزز هذه الفرضية، داعيا إلى إيجاد حلول للصراعات داخل المشرق العربي ومنطقة الساحل.
وقال شوتري في تصريح لـ “السلام اليوم”، أن العالم متوتر وهو في ميلاد نظام جديد، واستدل بما قاله المفكر الاستراتيجي مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق زبغنيو بريجينسكي، الذي توقع سنة 1999 أن العالم بعد 25 سنة سيشهد ميلاد نظام دولي جديد، حيث ستشكل من خلاله القوة الدولية الجديدة التي تُسير العالم، وينظم لها قانون تسير به العلاقات الدولية، وأضاف شوتري أن الصين اليوم صارت قوة، وروسيا استرجعت قوتها كلاعب رئيسي في العالم وأمريكا دولة عظمى، وهنا يتشكل بهذا قطب ثلاثي يسير المرحلة القادمة.
وعلق شوتري عن فوز دونالد جون ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، بالقول أن “كان متوقعا فوزه بحكم أن الامريكيين لا يمكنهم الاستعانة بإمرأة لقيادة البلاد في هذا الوضع الراهن، والسياسة العامة لأمريكا واحدة تختلف في جزئيات بسيطة، وترامب كان مع توسيع رقعة الكيان الصهيوني، لكن في المقابل توعد بوقف القتال في أوكرانيا وغزة، رغم أن نتانياهو بادر بتهنئته لكن تعتب تهنئة خوف، فترامب لن يكون سهلا في يد إسرائيل، وأضاف شوتري أن ترامب سيعقد حوارا مع الصين وروسيا، ويعزز توقعات ميلاد نظام جديد يقوم على 3 أطراف كبرى ستسير العالم.
وقال البروفيسور شوتري أن “ما حدث ويحدث في فلسطين وأوكرانيا هو حصاد لميلاد هذا النظام الجديد او مخاض لخروجه، ولاحظنا لما دخلت روسيا إلى أوكرانيا تأخرت أمريكا في الرد كقوة أكبر، تأخرت أكثر من سنة، وكان الرد من فلسطين وعن طريق توتير الجو بالمشرق العربي لان هذا الأخير بين أصابع أمريكا، وتم إشراك إيران وتركيا لتقاسم مناطق النفوذ.
الجزائر ومصر هما المتضررتين من الوضع في ليبيا
وقال شوتري أن “الوضع في ليبيا يشكل خطرا على دول الجوار، والمتضرر من الوضع في ليبيا هم دولتين الجزائر ومصر، لذا يجب توحيد الرؤى بين الدولتين لإيجاد حل للفصائل الليبية وإجراء انتخابات”، مضيفا “عند الاتفاق يكون تحت حماية الجيش الليبي الجيش المصري والجزائري كضمان إلى غاية إجراء انتخابات وضع دولة ليبيا في السكة وإبعاد الصراعات الداخلية، لان لو يعني تتوسع الحرب في ليبيا تصبح حرب أهلية تنتقل الى مصر خصوصا انه يتداخل العشائر الليبيين والمصريين وكذلك الوضع نفسه في الجزائر كذلك يعني يشكل خطر على الجزائر خصوصا أن هناك لدينا يعني تواصل بين الشعبين الليبي والجزائر ي، لذا يجب حل القضية الليبية بالتعامل بين الأطراف الليبية لكن عن طريق التساوي لإبعاد كل الشك بالميل لطرف على آخر، وجلوس الليبيين على طاولة واحدة وتشكيل دستور واحد دولة موحدة، مضيفا أن ليبيا بوابة التدخلات الأجنبية، باعتبار أن كل الدول بها، على غرار روسيا ودول الغرب وغيرهم”.
حضور رؤساء دول في ذكرى الفاتح نوفمبر تعزيز للدبلوماسية الجزائرية
وقال شوتري أن احتفاليه ذكرى اندلاع الثورة التحريرية الكبرى، التي شهدت حضور رؤساء دول وحكومات وقاده الجيوش، يعد تعزيزا للدبلوماسية الجزائرية خصوصا في الوضع الراهن، مضيفا أن حضور دول مغاربة وأفارقة في الاحتفالية شيء يدفع للتفاؤل، ويعد لقاء تعاون فيما يخص مصالحهم المشتركة، وحضور بعض قاعدة الجيوش منها أمريكا اللاتينية أمر مهم، مضيفا أن غياب دول عربية أخرى راجع إلى الوضع الذي يعيشه الشرق الأوسط، موضحا أن الوضع الدولي والإقليم العربي صعب جدا اليوم والقوة الكبرى، تشتغل سرا وعلنية لما يخدمه مصالحها وفي كل القارات.
وأثنى المتحدث على دور الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير، وقال أنه ساهم في ثورة التحرير وكذا بعد الاستقلال في دعم التنمية عبر الوطن منها السد الأخضر القرى الفلاحية والصناعة العسكرية لم يبقى في السكنات بل تم مهمته في العمل من اجل النهوض بالتنمية عبر الوطن، كما ساهم في بناء الاقتصاد الوطني، وأضاف “الجيش الجزائري يختلف عن الجيوش الأخرى لأنه يقوم بمهمتين دفاعية عسكرية، ومهمة تنموية لخدمه الوطن.
خلافنا مع المغرب بلغ القمة ويجب توحيد اللحمة العربية
أما فيما يخص العلاقات الجزائرية المغربية، فقال البروفيسور شوتري، أن “خلافنا مع المغرب بلغ القمة وصل إلى قطع العلاقات، المغرب يحاول زرع السموم بالجزائر، سيما وأن جزء من اقتصاده يعتمد على المخدرات، وبالتالي هي احد مداخيل اقتصاده، يعني يعمل المستحيل لتسويق سمومه، لكنه لا يدرك حجم الخطر واستهداف الشباب الجزائري، لذا يجب على مصالح الأمن اليقظة والحذر، هذا ملف شائك، والحل هنا يكمن في جوب القضاء على النزاعات وتوحيد اللحمة العربية بين الإخوة الجيران والأشقاء”.
إعداد: خنتر الحسين